قصيدة البردة
شرحا وإعرابا وبلاغة لطلاب الجامعات 2
![]() |
قصيدة البردة شرحا وإعرابا وبلاغة لطلاب الجامعات 2 |
المعنى:
ولم أطلب من فضله سعادة الدنيا وثواب الاخرة، إلا حظيت بالخير
من خير معط لا يرد سائله. والأصل (مستلم منه) ثم حذف (منه) .
الإعراب:
ولا: الواو: حرف عطف هنا للجمل، لا: حرف نفي.
من يده: من: حرف جر، يده: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة.
وهو مضاف. والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر، في محل جر بالإضافة.
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (التمست) .
إلا: أداة حصر.
من خير: من: حرف جر، خير: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة.
وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (استلمت) .
جملة التمست: معطوفة على جملة (سامني) السابقة، لا محل لها
من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة استلمت: في محل نصب، حال من الضمير في (التمست) . وهي
جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في قوله (غنى الدارين) مجاز، أراد بالغنى السعادة لأنه من
أسبابها أحيانا- وكذلك الندى وهو الجود والكرم- وهذا ما يسمى في علم البيان: (المجاز
المرسل) . ولا بد فيه من علاقة ما بين اللفظين- عدا المشابهة- وهي هنا: السببية.
82
- لا تنكر الوحي من رؤياه إنّ له ... قلبا إذا نامت العينان لم ينم
المعنى:
لا تجحد أيها المعاند حقيقة الوحي في حياته النبويّة عليه
الصلاة والسلام، ذاك الوحي الذي بدأ بالرؤيا الصالحة التي كان يراها في نومه في بداية
نبوته، فإن له قلبا دائم اليقظة، لا ينام وإن نامت عيناه.
روى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله
أتنام قبل أن توتر؟
فقال: «إن عينيّ تنامان ولا ينام قلبي» . [اللؤلؤ والمرجان
1/ 159]
الإعراب:
لا تنكر: لا: ناهية جازمة، تنكر: فعل مضارع مجزوم ب (لا)
، وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره
أنت.
من رؤياه: من: حرف جر، رؤياه: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة
جره الكسرة المقدرة على الألف، للتعذر. وهو مضاف. والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر
بالإضافة.
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تنكر) . بتقدير: لا تنكر
من مشاهد رؤياه الوحي.
أو متعلقان بحال محذوفة من (الوحي) أي بوصفه مشهدا من مشاهد
رؤياه.
إن: حرف مشبه بالفعل.
له: اللام: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في
محل جر باللام. والجار والمجرور متعلقان بخبر (إن) المقدم المحذوف.
قلبا: اسم (إن) ، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
إذا: اسم شرط غير جازم، مبني في محل نصب على الظرفية، متعلق
بالفعل (لم ينم) .
العينان: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
جملة لا تنكر: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة
فعلية.
جملة إن له قلبا ... : استئناف بياني، لا محل لها من الإعراب،
وهي جملة اسمية.
جملة إذا نامت العينان لم ينم: في محل نصب، صفة ل (قلبا)
. وهي جملة شرطية.
جملة نامت العينان: في محل جر بالإضافة، وهي جملة فعلية.
جملة لم ينم: جواب شرط غير جازم، لا محل لها من الإعراب،
وهي جملة فعلية.
83
- وذاك حين بلوغ من نبوّته ... فليس ينكر فيه حال محتلم
اللغة:
المحتلم: البالغ العاقل.
المعنى:
وكانت رؤيته للوحي في النوم في ابتداء نبوته حين بلغ الأربعين،
وهذا زمان لا يستبعد أن يرى النائم فيه الوحي في نومه.
الإعراب:
وذاك: الواو: استئنافية، ذا: اسم إشارة يعود إلى رؤية الوحي
في النوم، مبني على السكون، في محل رفع، مبتدأ. والكاف: حرف خطاب.
حين: مفعول فيه ظرف زمان، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
متعلق بخبر محذوف ل (ذاك) . والتقدير: والوحي حاصل حين بلوغه النبوة على رأس الأربعين.
من نبوته: من: حرف جر، نبوته: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة.
وهو مضاف. والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. والجار
والمجرور متعلقان بصفة محذوفة لمضاف إليه محذوف والتقدير: بلوغ درجة من نبوته.
فليس: الفاء: استئنافية، ليس: فعل ماض ناقص. واسمه (حال)
. أو: ليس:
حرف نفي لدخوله على مضارع.
ينكر: فعل مضارع مبني للمجهول، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة
الظاهرة. ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى اسم (ليس) المؤخر لفظا
المتقدم رتبة.
فيه: في: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر، في محل
جر ب (في) .
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (ينكر) . والضمير في (فيه)
للبلوغ.
حال: اسم ليس مؤخر، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وعلى
الإعراب الثاني ل (ليس) هو نائب فاعل (ينكر) . وهو مضاف.
جملة ذاك حاصل حين: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي
جملة اسمية.
جملة ليس ينكر حال: فعلية استئنافية، لا محل لها من الإعراب،
وهي جملة كبرى إذا لم نقل بحرفية (ليس) .
جملة ينكر: في محل نصب، خبر (ليس) إذا لم نقل بحرفيتها. وهي
جملة فعلية صغرى. وهي فعلية استئنافية مع حرفيّة (ليس) ولكن لا صغرى ولا كبرى.
84
- تبارك الله ما وحي بمكتسب ... ولا نبيّ على غيب بمتّهم
المعنى:
تباركت مشيئة الله، ما كان لا مرئ أن يوحى إليه بقصده وسعيه،
وإنما هو فضل الله يؤتيه من يشاء. وما كان لنبي أن يكذب فيما يخبر به من الأمور الغيبية؛
لأن الأنبياء معصومون من الكذب وسائر المعاصي.
الإعراب:
ما: نافية تعمل عمل ليس، لدخول الباء على خبرها.
وحي: اسم (ما) ، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
بمكتسب: الباء: حرف جر زائد، ومكتسب: خبر (ما) مجرور لفظا
منصوب تقديرا.
ولا: الواو: حرف عطف هنا للجمل، لا: نافية تعمل عمل ليس.
على غيب: على: حرف جر، غيب: اسم مجرور ب (على) ، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة والجار والمجرور متعلقان باسم المفعول (متهم) . وقد استخدم (على) مكان
(في) للوزن. وتخريج ذلك أن (متهم) بمعنى غير مؤتمن على ...
جملة تبارك الله: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي
جملة فعلية.
جملة ما وحي بمكتسب: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي
جملة فعلية.
جملة لا نبي بمتهم: معطوفة على جملة (ما وحي بمكتسب) ، لا
محل لها من الإعراب وهي جملة فعلية.
85
- كم أبرأت وصبا باللّمس راحته ... وأطلقت أربا من ربقة اللّمم
اللغة:
وصبا: مريضا. راحة الكف: بطنها. الأرب: صاحب الحاجة. الرّبقة:
الحبل الموثق. اللّمم: الجنون. أبرأت: شفت.
المعنى:
يتابع الحديث عن معجزاته صلى الله عليه وسلم فيقول: كم مرة
مسحت يده الشريفة عاهة امرئ فعوفي من ساعته، وخلّصت من كان يعاني من أسر الجنون فعوفي
منه «1» .
الإعراب:
كم: خبرية، مبنية على السكون، في محل نصب، مفعول مطلق. نائب
عن المصدر.
باللمس: الباء: حرف جر، اللمس: اسم مجرور بالباء، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (أبرأت) .
راحته: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف.
والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل جر بالإضافة.
من ربقة: من: حرف جر، ربقة: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة.
وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (أطلقت) .
جملة أبرأت راحته: استئنافية، لا محل من الإعراب، وهي جملة
فعلية.
جملة أطلقت: معطوفة على جملة (أبرأت) ، لا محل لها من الإعراب.
وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في قوله (ربقة اللمم) هذا من إضافة المشبّه به إلى المشبّه،
فالتشبيه بليغ.
__________
(1) وردت في ذلك أحاديث كثيرة منها ما رواه البيهقي في دلائل
النبوة [6/ 187] عن ابن عباس «أن امرأة جاءت بابن لها فقالت يا رسول الله إن بابني
هذا جنونا، وإنه ليأخذه عند غدائنا وعند عشائنا فيفسد علينا، قال: فمسح رسول الله صلى
الله عليه وسلم رأسه ودعا، فثعّ ثعة فخرج من جوفه مثل الجر والأسود، فسعى» . ومن ذلك
ما ذكره القاضي عياض في الشفا [1/ 455] قال: «وكانت في كف شرحبيل الجعفيّ سلعة [زيادة
بين الجلد واللحم كالغدة] تمنعه القبض على السيف وعنان الدابة، فشكاها إلى النبي صلى
الله عليه وسلم فما زال يطحنها بكفه حتى رفعها [أزالها من كفه] ولم يبق لها أثر» .
وفي الشفا أيضا [1/ 454] : «وانكفأت القدر على ذراع محمد بن حاطب وهو طفل، فمسح عليه
ودعا له وتفل فيه فبرأ لحينه» .
86
- وأحيت السّنة الشّهباء دعوته ... حتّى حكت غرّة في الأعصر الدّهم
اللغة:
السنة الشهباء: المجدبة التي لا محصول زراعيا فيها ونقيضها:
السنة الخضراء.
حكت: شابهت. الغرة: البياض في جبهة الفرس. الدهم: السود.
المعنى:
ومن معجزاته عليه الصلاة والسلام أنه دعا الله تعالى في السنة
المجدبة، فنزل الغيث وعم الخصب، حتى كانت تلك السنة المخصبة كالغرة البيضاء في سني
القحط المظلمة.
روى الشيخان وغيرهما عن أنس رضي الله عنه قال: أصاب أهل المدينة
قحط على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا هو يخطب يوم جمعة قام رجل فقال: يا
رسول الله هلكت الكراع «1» هلكت الشاء «2» فادع الله يسقينا. فمد يديه ودعا. قال أنس:
وإن السماء كمثل الزجاجة «3» ، فهاجت ريح أنشأت سحابا ثم اجتمع ثم أرسلت السماء عزاليها
«4» فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا فلم نزل نمطر إلى الجمعة الاخرى فقام إليه
ذلك الرجل أو غيره فقال: يا رسول الله تهدمت البيوت فادع الله يحبسه، فتبسم النبي صلى
الله عليه وسلم ثم قال:
حوالينا لا علينا. فنظرت إلى السحاب تصدع حول المدينة كأنه
إكليل.
الإعراب:
وأحيت: الواو: حرف عطف هنا للجمل، أحيت: فعل ماض، مبني على
الفتح المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين. والتاء: حرف تأنيث.
__________
(1) أي الخيل.
(2) أي الغنم.
(3) أي في الصفاء لخلوها من السحاب.
(4) جمع عزلاء، وهي فم القربة الأسفل والمراد نزول المطر
كأفواه القرب.
الشهباء: صفة ل (السنة) ، منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة.
دعوته: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وهو مضاف.
والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل جر بالإضافة.
حتى: حرف غاية ثم ابتداء لدخولها على ماض.
حكت: فعل ماض، مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة
لالتقاء الساكنين. والتاء:
حرف تأنيث. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره (هي) يعود إلى
(السنة) .
غرة: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
في الأعصر: في: حرف جر، الأعصر: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (غرة) تقديرها: مضيئة.
الدهم: صفة ل (الأعصر) ، مجرورة، وعلامة جرها الكسرة.
جملة أحيت دعوته: معطوفة على جملة (أبرأت) ، لا محل لها من
الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة حكت: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في قوله (أحيت) استعارة. شبه الإخصاب بالإحياء، بجامع النفع
في كل، ثم اشتق من الإحياء بمعنى الإخصاب أحيا، فالاستعارة تصريحية تبعية.
ويجوز أن نجري الاستعارة في قرينتها فنقول شبه الجدب بالموت،
بجامع عدم النفع في كل ثم حذف المشبه به وكنى عنه بشيء من لوازمه وهو الإحياء، فالاستعارة
مكنية.
في قوله (أحيت دعوته) مجاز عقلي بالإسناد إلى السبب. فدعوته
لم تخصب الأرض وإنما كانت السبب في نزول المطر الذي أخصبها.
في (السنة الشهباء) كناية، لأنه ذكر لون الأرض وقصد اتصافها
بالقحط، فهي كناية عن صفة.
- في قوله (حكت غرة) تشبيه. شبه السنة التي أخصبتها دعوته
بغرة بيضاء في جبين الزمان، فالتشبيه مرسل مجمل.
في قوله (الأعصر الدهم) استعارة. شبه قحط السنين بالسواد
(الدّهمة) بجامع الإيحاش في كل، ثم صرح بذكر المشبه به، فالاستعارة تصريحية أصلية.
87
- بعارض جاد أو خلت البطاح بها ... سيب من اليمّ أو سيل من العرم
اللغة:
العارض: السحاب. خلت: ظننت. البطاح: الأودية المتسعة ذات
الحصى. السّيب:
العطاء، والجري. العرم: السيل الشديد، والسد الذي يعترض به
الوادي لحبس الماء.
المعنى:
وقد أخصبت دعوته تلك السنة المجدبة بسحاب غزير المطر عم الأرض،
حتى ظننت أن الوادي المتسع قد اجتاحه ماء من البحر، أو أن سيل العرم قد عاد.
الإعراب:
بعارض: الباء: حرف جر للسببية، عارض: اسم مجرور بالباء، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (حكت) في البيت السابق.
أو: حرف عطف بمعنى (حتى) التي بمعنى (إلى أن) . والمصدر المؤول
من (أن خلت) معطوف ب (أو) على مصدر متوهّم من فعل (جاد) والتأويل التقريبي: بسحاب كان
منه الجود وتخيّل البطاح يمّا. و (أو) هنا بمعنى (حتى) أو (إلى أن) «1» .
__________
(1) انظر شرح التصريح 2/ 237 س 1 و 24، وسبب الضعف في عبارة
الشاعر هنا هو صيغة الماضي وفقدان معنى الطلب قبل (أو) التي بمعنى (إلى أن) لكي تنصب
مضارعا بعدها.
البطاح: مفعول به أول ل (خلت) ، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة
الظاهرة.
بها: الباء: حرف جر. وها: ضمير متصل مبني على السكون في محل
جر بالباء والجار والمجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف للمبتدأ (سيب) .
سيب: مبتدأ مؤخر، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
من اليم: من: حرف جر، اليم: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (سيب) .
سيل: اسم معطوف على (سيب) ، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
من العرم: من: حرف جر، العرم: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (سيل) .
جملة جاد: في محل جر، صفة ل (عارض) ، وهي جملة فعلية.
جملة خلت: صلة الموصول الحرفي (أن) المقدر بعد (أو) لا محل
لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة بها سيب: في محل نصب، مفعول به ثان للفعل (خلت) ، وهي
جملة اسمية.
88
- دعني ووصفي ايات له ظهرت ... ظهور نار القرى ليلا على علم
اللغة:
القرى: إكرام الضيف. العلم: الجبل.
المعنى:
اتركني أصف لك بعض هذه المعجزات الدالة على نبوته صلى الله
عليه وسلم، فقد كانت من الوضوح كالنار الموقدة ليلا فوق جبل ليهتدي بها الضيفان إلى
المنازل.
الإعراب:
دعني: فعل أمر مبني على السكون الظاهر. والفاعل ضمير مستتر
وجوبا تقديره أنت.
والنون: للوقاية. والياء: ضمير متصل مبني في محل نصب، مفعول
به.
ووصفي: الواو: للمعية. وصفي: مفعول معه منصوب، وعلامة نصبه
الفتحة المقدرة على ما قبل الياء. والياء ضمير متصل، مبني في محل جر بالإضافة.
ايات: مفعول به للمصدر (وصفي) ، منصوب، وعلامة نصبه الكسرة
نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم.
له: اللام: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر باللام.
والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (ايات) .
ظهور: مفعول مطلق، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وهو
مضاف.
ليلا: مفعول فيه ظرف زمان، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
متعلق بالمصدر (ظهور) .
على علم: حرف جر، علم: اسم مجرور ب (على) ، وعلامة جره الكسرة
الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بالمصدر (ظهور) .
جملة دعني: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة ظهرت: في محل نصب، صفة ثانية ل (ايات) ، وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في البيت تشبيه. شبه ظهور المعجزات الدالة على نبوته صلى
الله عليه وسلم بظهور نار الضيافة الموقدة على جبل، بجامع الظهور في كل، فالتشبيه بليغ.
89 - فالدّرّ يزداد حسنا وهو منتظم ... وليس ينقص قدرا غير
منتظم
المعنى:
إن نظمي لهذه العلامات يزيدها حسنا وجمالا، وإن كان قدرها
لا ينقص دون نظم.
فهي كاللؤلؤ الثمين يزداد حسنا إذا انتظم في سلكه، ولا ينقص
قدره إذا لم ينظم.
الإعراب:
فالدر: الفاء: استئنافية تعليلية، الدر: مبتدأ مرفوع، وعلامة
رفعه الضمة الظاهرة.
حسنا: تمييز منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
وهو: الواو: حالية، هو: ضمير رفع منفصل، مبني على الفتح،
في محل رفع، مبتدأ.
وليس: الواو: حرف عطف هنا للجمل، ليس: فعل ماض ناقص، مبني
على الفتح الظاهر. واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى (الدر) . أو: ليس:
حرف نفي لدخولها على مضارع.
قدرا: تمييز منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
غير: حال من الضمير في (ينقص) ، منصوب وعلامة نصبه الفتحة
الظاهرة. وهو مضاف.
جملة الدر يزداد: استئنافية لا محل لها من الإعراب، وهي جملة
اسمية كبرى ذات وجهين.
جملة يزداد: في محل رفع خبر (الدر) ، وهي جملة فعلية صغرى.
جملة هو منتظم: في محل نصب، حال من الضمير في (يزداد) ، وهي
جملة اسمية.
جملة (ليس مع اسمها وخبرها) : معطوفة على جملة (يزداد) في
محل رفع، وهي جملة فعلية.
جملة ينقص: في محل نصب، خبر (ليس) ، وهي جملة فعلية. وإذا
قلنا بحرفية (ليس) فجملة (لا ينقص) عندئذ هي المعطوفة على جملة (يزداد) .
الصورة البيانية:
في البيت تشبيه. شبه ايات نبوته صلى الله عليه وسلم منظومة
في شعره هذا باللؤلؤ الثمين منظوما في سلكه، فالتشبيه ضمني.
90
- فما تطاول امال المديح إلى ... ما فيه من كرم الأخلاق والشّيم
المعنى:
أخلاق الرسول وشيمه الكريمة كثيرة جدا، وامال الشاعر في استيفائها
عند مديحه كبيرة جدا، فأيّ تطاول هذا إلى نيل المطلب الصعب؟!
الإعراب:
فما: الفاء: استئنافية، ما: اسم استفهام، مبني على السكون،
في محل رفع خبر مقدم.
تطاول: مبتدأ مؤخر، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو
مضاف.
إلى ما: إلى: حرف جر، ما: اسم موصول بمعنى الذي، مبني على
السكون، في محل جر ب (إلى) . والجار والمجرور متعلقان بالمصدر (تطاول) .
فيه: في: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر، في محل
جر ب (في) ، والجار والمجرور متعلقان بصلة (ما) المحذوفة وتقديرها استقر.
من كرم: من: حرف جر، كرم: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة.
وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (ما)
.
جملة ما تطاول: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة
اسمية إنشائية.
جملة (استقر) فيه: صلة الموصول الاسمي، لا محل لها من الإعراب،
وهي جملة فعلية خبرية.
الصورة البيانية:
في قوله (تطاول امال المديح) استعارة. شبه الامال بذي عنق
يتطاول إلى ما يريد إدراكه، بجامع التشوف في كل، ثم حذف المشبه به وكنّى عنه بشيء من
لوازمه، وهو التطاول، فالاستعارة مكنية.
91
- ايات حقّ من الرّحمن محدثة ... قديمة صفة الموصوف بالقدم
المعنى:
ومن معجزاته عليه الصلاة والسلام هذه الايات البينات المنزلة
عليه من الرحمن، الموصوفة بالحدوث لحدوث نزولها، والمتصفة بالقدم: لقدم معانيها، ولأن
الله هو الذي أنزلها وهو متصف بالقدم.
الإعراب:
ايات: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وخبره محذوف
تقديره:
ومن معجزاته ايات حق. وهو مضاف.
من الرحمن: من: حرف جر، الرحمن: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (ايات) تقديرها منزّلة.
محدثة: صفة ثانية ل (ايات) ، مرفوعة، وعلامة رفعها الضمة
الظاهرة.
قديمة: صفة ثالثة ل (ايات) ، مرفوعة، وعلامة رفعها الضمة
الظاهرة.
صفة: صفة رابعة ل (ايات) ، مرفوعة. والمراد قديمة مشابهة
صفة الموصوف بالقدم. ثم حذف لفظ المشابهة رغم ضعف هذا الحذف.
بالقدم: الباء: حرف جر، القدم: اسم مجرور بالباء، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان باسم المفعول (الموصوف) .
جملة (من معجزاته) ايات: استئنافية، لا محل لها من الإعراب،
وهي جملة اسمية.
الصور البيانية:
شبه قدم الايات بقدم الخالق لأنها بعض كلامه الذي لا ينفد،
ثم حذف أداة التشبيه ضرورة، فالتشبيه بليغ.
92
- لم تقترن بزمان وهي تخبرنا ... عن المعاد وعن عاد وعن إرم
المعنى:
وهذه الايات لم تقتصر على الحديث عن زمان دون اخر، بل اشتمل
حديثها على أخبار الأمم السابقة كقبيلة عاد وأهل إرم، وعلى المستقبل الاتي من أخبار
البعث وإحياء الناس بعد موتهم وأحداث يوم القيامة.
الإعراب:
بزمان: الباء: حرف جر، زمان: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تقترن) .
وهي: الواو: حالية، هي: ضمير رفع منفصل، مبني على الفتح،
في محل رفع مبتدأ.
عن المعاد: عن: حرف جر، المعاد: اسم مجرور ب (عن) ، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تخبرنا) .
وعن عاد: الواو: حرف عطف، عن عاد: جار ومجرور معطوفان على
(عن المعاد) .
وعن إرم: الواو: حرف عطف، عن إرم: جار ومجرور معطوفان على
(عن عاد) لا (عن المعاد) لأن المعاد اخرة، و (عاد وإرم) دنيا.
جملة لم تقترن: في محل رفع، صفة خامسة ل (ايات) ، وهي جملة
فعلية.
جملة هي تخبرنا: في محل نصب، حال من الضمير في (تقترن) ،
وهي جملة اسمية كبرى ذات وجهين.
جملة تخبرنا: في محل رفع، خبر (هي) ، وهي جملة فعلية صغرى.
93
- دامت لدينا ففاقت كلّ معجزة ... من النّبيّين إذ جاءت ولم تدم
المعنى:
وقد غلبت هذه الايات القرانية كل معجزات الأنبياء السابقة،
لأن تلك المعجزات انتهت بوفاة أصحابها من الرسل، أما ايات القران فإنها معجزة باقية
مدى الدهر.
الإعراب:
دامت: فعل ماض تام بمعنى استمرت، والتاء حرف تأنيث يعود إلى
(ايات) .
لدينا: لدى: مفعول فيه ظرف مكان، مبني على السكون «1» في
محل نصب، متعلق بالفعل (دامت) . ونا: ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر بالإضافة.
من النبيين: من: حرف جر، النبيين: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة
جره الياء لأنه جمع مذكر سالم. والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (معجزة) والتقدير:
صادرة من النبيين.
إذ: ظرف لما مضى من الزمان، مبني على السكون، في محل نصب.
متعلق بما علقنا به (من النبيين) . ويجوز أن تعرب: حرف تعليل.
ولم: الواو: حرف عطف هنا للجمل، لم: حرف جازم.
تدم: فعل مضارع تام، مجزوم ب (لم) ، وعلامة جزمه السكون وحرك
بالكسر للقافية.
__________
(1) ارجع إلى حاشيتنا على كلمة (لديه) في البيت 40.
جملة دامت: في محل رفع، صفة سادسة ل (ايات) ، وهي جملة فعلية.
جملة فاقت: معطوفة على جملة (دامت) ، في محل رفع، وهي جملة
فعلية.
جملة جاءت: في محل جر بالإضافة بعد (إذ) الظرفية. أو استئنافية
لا محل لها من الإعراب، على الإعراب الثاني ل (إذ) ، وهي جملة فعلية.
جملة لم تدم: معطوفة على جملة (جاءت) وهي جملة فعلية.
94
- محكّمات فما يبقين من شبه ... لذي شقاق وما يبغين من حكم
المعنى:
قد أتقنت هذه الايات نظما وفصاحة ومعنى، فما تترك للمعاند
شبهة يلبّس فيها على الحق إلا وتدحضها ببراهينها وحكمها، دون أن تحتاج إلى حكم يحكم
لها بالحق، لوضوحها وظهور حجتها.
الإعراب:
محكمات: صفة سابعة ل (ايات) ، مرفوعة، وعلامة رفعها الضمة
الظاهرة.
فما: الفاء: استئنافية، ما: حرف نفي.
يبقين: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة. والنون:
ضمير متصل مبني على الفتح، في محل رفع، فاعل.
من شبه: من: حرف جر زائد، شبه: مفعول به مجرور لفظا، منصوب
تقديرا.
لذي: اللام: حرف جر، ذي: اسم مجرور باللام، وعلامة جره الياء
لأنه من الأسماء الخمسة. وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (يبقين) .
من حكم: من: حرف جر زائد. حكم: مفعول به مجرور لفظا، منصوب
تقديرا.
جملة يبقين: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة
فعلية.
جملة يبغين: معطوفة على جملة (يبقين) ، لا محل لها من الإعراب،
وهي جملة فعلية.
95
- ما حوربت قطّ إلّا عاد من حرب ... أعدى الأعادي إليها ملقي السّلم
المعنى:
ولم يعارض هذه الايات المعادون لها إلا رجع أشدهم عداوة لها-
بعد شدة وعناد- مستسلما معترفا بعجزه وقصوره.
الإعراب:
ما: حرف نفي.
حوربت: فعل ماض مبني للمجهول، مبني على الفتح الظاهر. ونائب
الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود إلى (الايات) . والتاء: حرف تأنيث.
قط: ظرف لما مضى من الزمان، مبني على الضم، في محل نصب مفعول
فيه متعلق بالفعل (ما حوربت) .
إلا: أداة حصر.
من حرب: من: حرف جر، حرب: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (عاد) .
أعدى: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف،
للتعذر. وهو اسم تفضيل مضاف.
إليها: إلى: حرف جر، وها: ضمير متصل مبني على السكون، في
محل جر ب (إلى) .
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (عاد) .
ملقي: حال من (أعدى) ، منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة.
وهي مضاف.
جملة حوربت: في محل رفع، صفة ثامنة ل (ايات) .
جملة عاد أعدى: في محل نصب، حال من (ايات) .
الصورة البيانية:
في قوله (حوربت) استعارة. شبه المعارضة بالمحاربة، بجامع
عدم الانقياد في كل، ثم اشتق من المحاربة حورب، فالاستعارة تصريحية تبعية.
96
- ردّت بلاغتها دعوى معارضها ... ردّ الغيور يد الجاني عن الحرم
المعنى:
وقد أبطلت هذه الايات ببلاغتها وفصاحتها قول كل من يدعي الإتيان
بمثلها، ودفعت قوله دفعا شديدا كما يدفع الرجل ذو الغيرة عن محارمه أذى المعتدين.
الإعراب:
دعوى: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف،
للتعذر. وهو مضاف.
رد: مفعول مطلق، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وهو
مضاف.
يد: مفعول به للمصدر (رد) ، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة
وهو مضاف.
الجاني: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة المقدرة على
الياء للثقل.
عن الحرم: عن: حرف جر، الحرم: اسم مجرور ب (عن) ، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالمصدر (رد) .
جملة ردت بلاغتها: في محل رفع، صفة تاسعة ل (ايات) ، وهي
جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في البيت تشبيه. شبه ردّ الايات في بلاغتها، برد الرجل الغيور
عن محارمه كل معتد عليها، ووجه الشبه الردّ بقوة في كل، فالتشبيه بليغ.
97
- لها معان كموج البحر في مدد ... وفوق جوهره في الحسن والقيم
المعنى:
ولتلك الايات معان كثيرة تتدفق مثل موج البحر يمدّ بعضه بعضا،
وهي في الحسن والقدر فوق درره وجواهره.
الإعراب:
لها: اللام: حرف جر، وها: ضمير متصل مبني على السكون، في
محل جر باللام. والجار والمجرور متعلقان بالخبر المقدم المحذوف.
معان: مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء
المحذوفة لالتقاء الساكنين؛ الياء وتنوين العوض عن حركتها.
كموج: الكاف: حرف جر، موج: اسم مجرور بالكاف، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (معان) . وهو مضاف. ولا نجيز
تعليقهما بالخبر المحذوف ل (معان) لأنهما لا يشكلان مع المبتدأ (معان) جملة مفيدة.
في مدد: في: حرف جر، مدد: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (موج) والمعنى (كموج البحر
متتابعا) . أو متعلقان بما في الكاف من معنى الفعل. انظر إعراب البيت (55) .
وفوق: الواو: حرف عطف هنا للجمل، فوق: مفعول فيه ظرف مكان،
منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وهو مضاف. متعلق «1» بخبر مبتدأ محذوف تقديره
(هي) أي المعاني. وهو مضاف.
في الحسن: في: حرف جر، الحسن: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (جوهره) .
جملة لها معان: في محل رفع، صفة عاشرة ل (ايات) ، وهي جملة
اسمية.
جملة هي فوق ... : معطوفة على جملة (لها معان) .
الصورة البيانية:
في الشطر الأول تشبيه. شبه معاني الايات بموج البحر في مد
بعضه بعضا، فالتشبيه مرسل مفصل.
98
- فما تعدّ ولا تحصى عجائبها ... ولا تسام على الإكثار بالسّأم
اللغة:
تسام: فيها قولان. الأول: أنها مخففة من تسأم أي تملّ. والثاني:
بمعنى لا تنتقص قيمتها بادعاء السأم منها عند تكرير تلاوتها أو تكرار بعض معانيها.
المعنى:
وهذه الايات لا يمكن أن يحصي معانيها العجيبة محص لأنها لا
تتناهى، ومهما أكثر المرء من قراءتها وإعادة تردادها لا يملّ من عجائبها في الأسلوب
والمعنى.
__________
(1) لم نعطف (فوق) على (كموج) لأن لكل منهما متعلّقا مختلفا
عن الاخر. فمتعلّق (كموج) هو صفة (معان) المحذوفة، وهي تعني المشابهة والتقدير: أشبهت،
أما (فوق) فمتعلقة ب (استقر) المحذوف الدالّ على المكانيّة كدلالة (فوق) . إذن لا يجوز
أن يكون المتعلّق واحدا هنا، واختلاف المتعلّق يمنع عطف المفردات.
الإعراب:
فما: الفاء: استئنافية، ما: حرف نفي.
تعد: فعل مضارع مبني للمجهول، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
ولا: الواو: حرف عطف هنا للجمل، لا: نافية.
تحصى: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود
إلى (عجائبها) المتقدم رتبة، المتأخر ذكرا لضرورة الوزن الشعري.
عجائبها: نائب فاعل (تعدّ) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة،
وهو مضاف.
وها: ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر بالإضافة.
تسام: فعل مضارع مبني للمجهول، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة
الظاهرة.
ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود إلى (المعاني)
في البيت السابق.
على الإكثار: على: حرف جر، الإكثار: اسم مجرور ب (على) ،
وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تسام) .
بالسأم: الباء: حرف جر، السأم: اسم مجرور بالباء، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (لا تسام) إذا فهم بمعنى:
لا تنعت بالسامة.
وإلّا ... فالباء مقحمة والأصل (لا تسأم سأما) ، والتركيب
ضعيف.
جملة فما تعد عجائبها: استئنافية، لا محل لها من الإعراب،
وهي جملة فعلية. وهي تعلل تشبيه المعاني بالبحر ولالئه.
جملة لا تحصى: معطوفة على جملة (فما تعد) ، لا محل لها من
الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة لا تسام: معطوفة على جملة (فما تعد) ، لا محل لها من
الإعراب، وهي جملة فعلية.
99
- قرّت بها عين قاريها فقلت له ... لقد ظفرت بحبل الله فاعتصم
المعنى:
ماتلا هذه الايات قارئ إلا استراحت نفسه لها وقيل له: لقد
فزت بما يصلك بالله تعالى، فاستمسك بما ظفرت فإنه مصدر سعادتك.
الإعراب:
بها: الباء: حرف جر، وها: ضمير متصل مبني على السكون، في
محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بالفعل (قرت) .
قاريها: مضاف إليه، مجرور، وعلامة جره الكسرة، ثم سهلت الهمزة
لضرورة الشعر. وها: ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر بالإضافة.
له: اللام: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في
محل جر باللام. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (قلت) .
لقد: اللام: واقعة في جواب قسم مقدر. قد: حرف تحقيق.
بحبل: الباء: حرف جر، حبل: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة.
وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (ظفرت) .
فاعتصم: الفاء: الفصيحة أي تفصح عن شرط محذوف، والتقدير:
فإن أردت دوام الظفر فاعتصم. اعتصم: فعل أمر مبني على السكون، وحرك بالكسر للقافية.
والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره (أنت) .
جملة قرت عين: في محل رفع، لأنها الصفة الحادية عشرة ل (ايات)
، وهي جملة فعلية.
جملة قلت: معطوفة على جملة (قرت) ، في محل رفع، وهي جملة
فعلية.
جملة لقد ظفرت: جواب قسم مقدر، لا محل لها من الإعراب، وهي
جملة فعلية.
وجملة القسم وجوابه في محل نصب، مقول القول.
جملة اعتصم: واقعة في جواب شرط مقدر، وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في قوله (قرت عين قاريها) مجاز مرسل علاقته اللازمية لأن
المراد (سكنت نفسه) .
والعين من لوازم النفس.
في قوله (بحبل الله) استعارة. شبه القران بالحبل، بجامع أن
كلا منهما سبب، إذ القران سبب إلى ثواب الله وجنته. ثم حذف المشبه وصرح بالمشبه به،
فالاستعارة تصريحية أصلية.
100
- إن تتلها خيفة من حرّ نار لظى ... أطفأت حرّ لظى من وردها الشّبم
اللغة:
الورد: مورد الماء الذي يقصده الناس. الشبم: البارد.
المعنى:
إن تقرأ هذه الايات خوفا من أن يصيبك حر جهنم، فقد أفلحت
وأبعدت عنك حرها، لأن اللائذ بالقران كالملتجيء إلى الماء يطفىء به نارا تلظى يخشاها.
الإعراب:
إن: حرف شرط جازم.
تتلها: فعل مضارع مجزوم ب (إن) ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة.
والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. وها: ضمير متصل مبني على السكون، في محل نصب،
مفعول به.
خيفة: مفعول لأجله، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
من حر: من: حرف جر، حر: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة
الظاهرة.
وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بالمصدر (خيفة) .
نار: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وهو مضاف.
لظى: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة المقدرة على الألف
نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، ولهذا لم ينون. ومثلها (لظى)
الثانية.
أطفأت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، في
محل جزم جواب الشرط، وهذا من إعراب المفردات لا الجمل. والتاء: ضمير متصل في محل رفع
فاعل.
من وردها: من: حرف جر، وردها: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. وهو مضاف. وها: ضمير متصل يعود إلى (الايات) ، مبني على السكون،
في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (أطفأت) .
والتقدير: أطفأت النار بماء من ورد آياته.
الشبم: صفة ل (وردها) ، مجرورة، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة.
جملة إن تتلها ... أطفأت الشرطية: في محل رفع، لأنها الصفة
الثانية عشرة ل (ايات)
جملة تتلها: ابتدائية لا محل لها من الإعراب وهي جملة فعلية.
جملة أطفأت المؤلفة من الفعل والفاعل معا: واقعة «1» في جواب
شرط جازم ولكنه غير مقترن بالفاء، فلا محل لها من الإعراب.
الصورة البيانية:
في قوله (وردها) شبّه ايات القران الكريم بالمورد الشّبم،
ثم أضاف المشبّه به (ورد) إلى المشبّه (ها) العائد إلى الايات، فكان له منهما تشبيه
بليغ هو (وردها) .
ثم شبّه تلاوة الايات بإطفاء جهنم بالإقبال على ذاك المورد،
فكانت له منهما استعارة تصريحية تبعية مستفيدة من ذاك التشبيه.
__________
(1) إذا جاء في صدر جواب الشرط فعل، ماض أو مضارع، فالفعل
هو الجواب كما أسلفنا في إعرابه، لا الجملة. ولهذا قلنا (واقعة في) جواب الشرط [أي
ليست هي الجواب] . لأن الأصل في جواب الشرط أن يكون فعلا، لا جملة، فإذا تصدّرت الفاء
جواب الشرط صارت الجملة هي الجواب لا الفعل منفردا.
101
- كأنّها الحوض تبيضّ الوجوه به ... من العصاة وقد جاؤوه كالحمم
المعنى:
هذه الايات تشفع لقارئها حتى يبيض وجهه ويدخل الجنة، كما
تبيض وجوه العصاة بنهر الحياة بعد خروجهم من النار سودا كالفحم، فيدخلون الجنة «1»
.
الإعراب:
كأنها: كأن: حرف مشبه بالفعل، وها: ضمير متصل مبني على السكون،
في محل نصب، اسمها.
الحوض: خبر (كأن) ، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
به: الباء: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر، في
محل جر بالباء. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تبيضّ) .
من العصاة: من: حرف جر، والعصاة: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (الوجوه) .
وقد: الواو: حالية. قد: حرف تحقيق.
جاؤوه: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو:
ضمير متصل مبني على السكون، في محل رفع فاعل. والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في
محل نصب، مفعول به.
__________
(1) روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: «ويدخل الله أهل الجنة الجنة، ويدخل أهل النار النار
ثم يقول: انظروا من وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه، فيخرجون منها
حمّما فيلقون في نهر الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة إلى جانب السيل، ألم تروها
كيف تخرج صفراء ملتوية» [انظر البخاري في الكتاب الثاني، الباب: 15، ومسلم: في الكتاب
(1) الحديث (148 و 299) ] .
كالحمم: جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة من الضمير في (جاؤوه)
.
جملة كأنها الحوض: في محل رفع، لأنها الصفة الثالثة عشرة
ل (ايات) ، وهي جملة اسمية.
جملة تبيض الوجوه: في محل نصب، حال من (الحوض) ، وهي جملة
فعلية.
جملة وقد جاؤوه: في محل نصب، حال من (العصاة،) وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في قوله (تبيض الوجوه) استعارة. شبه محو الذنوب بتبييض الوجوه
بجامع النقاء في كل، ثم حذف المشبه وصرح بالمشبه به فالاستعارة تصريحية
في البيت تشبيه. شبه الايات بحوض الحياة، بجامع التطهير فيهما
فالتشبيه مرسل مفصل.
في قوله (جاؤوه كالحّمم) تشبيه. شبه العصاة الخارجين من النار
بالحمم، ووجه الشبه السواد في كل، فالتشبيه مرسل مجمل.
102
- وكالصّراط وكالميزان معدلة ... فالقسط من غيرها في النّاس لم يقم
المعنى:
وهذه الايات ايات حق لا زيغ فيها، فهي مستقيمة كالصراط المستقيم،
وهي في العدل كالميزان، وكل عدل استمدّه الناس من غير هذه الايات باطل لا يدوم.
الإعراب:
وكالصراط: الواو: حرف عطف هنا للجمل، كالصراط: الكاف: حرف
جر، الصراط: اسم مجرور بالكاف، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار
والمجرور متعلقان بخبر محذوف، والتقدير: هي كالصراط.
وكالميزان: الواو: حرف عطف، كالميزان: جار ومجرور معطوفان
على (كالصراط) .
معدلة: تمييز منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
فالقسط: الفاء: استئنافية، القسط: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة.
من غيرها: من: حرف جر، غير: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة.
وهو مضاف. وها: ضمير متصل يعود إلى الايات أي إلى المبتدأ
في (هي كالصراط) مبني في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من
(القسط) ، والتقدير: مستمدا.
في الناس: في: حرف جر، الناس: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (يقم) .
جملة (هي) كالصراط: معطوفة على جملة (كأنها الحوض) في محل
رفع، وهي جملة اسمية.
جملة فالقسط لم يقم: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي
جملة اسمية كبرى ذات وجهين.
جملة لم يقم: في محل رفع، خبر (القسط) وهي جملة فعلية صغرى.
الصورة البيانية:
في قوله (هي كالصراط) تشبيه، شبه الايات بالطريق المستقيم،
بجامع وضوح الغاية في كل، فالتشبيه مرسل مجمل.
في قوله (كالميزان معدلة) تشبيه، شبه الايات بالميزان، ووجه
الشبه هو المعدلة، فالتشبيه مرسل مفصل.
103
- لا تعجبن لحسود راح ينكرها ... تجاهلا، وهو عين الحاذق الفهم
المعنى:
لا تعجب أيها المؤمن أن ينكر الكافر هذه الايات متجاهلا إعجازها
ورسوخ أسسها وهو الذكي الفهم، فإنما حمله على ذلك نزعة الحسد.
الإعراب:
لا تعجبن: لا: ناهية جازمة، تعجبن: فعل مضارع، مبني على الفتح،
لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. والنون: حرف توكيد
لا محل له من الإعراب. والفعل في محل جزم ب (لا) .
لحسود: اللام: حرف جر، حسود: اسم مجرور باللام، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تعجبن) .
راح: فعل ماض تام بمعنى مضى أو استمر. مبني على الفتح الظاهر.
والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره (هو) أي الحسود.
تجاهلا: مفعول لأجله، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
أو: حال، بمعنى: متجاهلا.
وهو: الواو: حالية. هو: ضمير رفع منفصل، مبني على الفتح،
مبتدأ.
عين: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف.
الفهم: صفة ل (الحاذق) ، مجرورة، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة.
جملة لا تعجبن: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة
فعلية.
جملة راح: في محل جر، صفة ل (حسود) ، وهي جملة فعلية.
جملة ينكرها: في محل نصب، حال من الضمير في (راح) «1» ، وهي
جملة فعلية.
__________
(1) قال ابن مالك: غدا وراح: لا يكونان إلا تامّين. وإن جاء
بعد مرفوعهما منصوب فهو حال [عن الاسترابادي 2/ 292]
جملة هو عين: في محل نصب حال من الضمير في (ينكر) ، وهي جملة
اسمية.
104
- قد تنكر العين ضوء الشّمس من رمد ... وينكر الفم طعم الماء من سقم
المعنى:
ليس عجبا أن ينكر الحسود الأمور الثابتة، فإن العين الباصرة
قد تجحد نور الشمس لرمد فيها، كما قد يجحد الفم طعم الماء العذب لا لعلة في الماء بل
لمرارة في فمه.
الإعراب:
قد: حرف تقليل لدخوله على المضارع.
من رمد: من: حرف جر، رمد: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة والجار والمجرور في موضع نصب، مفعول لأجله غير صريح، وهذا إعرابهما
فلا يتعلقان.
من سقم: من: حرف جر، سقم: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور كالسابقين.
جملة تنكر العين: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي
جملة فعلية.
جملة ينكر الفم: معطوفة على جملة (تنكر) السابقة، لا محل
لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في البيت تشبيهان ضمنيان. إذ شبّه الكافر مرة بالعين التي
تجحد نور الشمس لرمد فيها، ومرة بالفم الذي يجحد طعم الماء العذب لعلة فيه.
105
- يا خير من يمّم العافون ساحته ... سعيا وفوق متون الأينق الرّسم
اللغة:
يمم: قصد، العافون: طالبو المعروف. متون: ظهور. الأينق: جمع
ناقة وهي الأنثى من الإبل. الرسم: جمع رسوم وهي الناقة التي تؤثر في الأرض من شدة الوطء
فترسم خفّها.
المعنى:
يا أكرم من قصد الطالبون فضله، مشيا على أقدامهم أو ركبانا
على ظهور النوق الثقيلة.
الإعراب:
يا خير: يا: أداة نداء. خير: منادى مضاف، منصوب، وعلامة نصبه
الفتحة الظاهرة.
من: اسم موصول بمعنى الذي، مبني على السكون، في محل جر بالإضافة.
العافون: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو والنون لأنه جمع
مذكر سالم.
ساحته: مفعول به، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وهو
مضاف. والهاء:
ضمير متصل مبني على الضم، في محل جر بالإضافة.
سعيا: حال من (العافون) ، منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة
وتأويله: ساعين.
وفوق: الواو: حرف عطف هنا للمفردات، فوق: مفعول فيه ظرف مكان،
منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وهو مضاف. متعلق بحال محذوفة من (العافون) . وهذه
الحال المقدرة معطوفة على الحال (سعيا) . أي سعيا وركوبا.
الرسم: صفة ل (الأينق) ، مجرورة، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة.
جملة يمم العافون: صلة الموصول الاسمي لا محل لها من الإعراب،
وهي جملة فعلية.
106
- ومن هو الاية الكبرى لمعتبر ... ومن هو النّعمة العظمى لمغتنم
المعنى:
ويا من هو الحجّة العظمى للمتأمل المتفكر في حكمة الخالق.
ومن هو أعظم نعمة لمن أراد أن يفوز بالسعادة الأبدية.
الإعراب:
ومن: الواو: حرف عطف هنا للمفردات، ومن: اسم موصول بمعنى
الذي، مبني على السكون، في محل جر عطفا على (من) الأولى.
هو: ضمير رفع منفصل، مبني على الفتح، في محل رفع، مبتدأ.
الاية: خبر (هو) ، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
الكبرى: صفة ل (الاية) ، مرفوعة، وعلامة رفعها الضمة المقدرة
على الألف، للتعذر.
لمعتبر: اللام: حرف جر، معتبر: اسم مجرور باللام، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بصفة ثانية محذوفة ل (الاية) .
إعراب الشطر الثاني مثل إعراب الشطر الأول.
جملة هو الاية: صلة الموصول الاسمي، لا محل لها من الإعراب،
وهي جملة اسمية.
جملة هو النعمة: صلة الموصول الاسمي، لا محل لها من الإعراب،
وهي جملة اسمية.
107
- سريت من حرم ليلا إلى حرم ... كما سرى البدر في داج من الظّلم
المعنى:
سريت يا رسول الله صلى الله عليك وسلم من المسجد الحرام إلى
المسجد الأقصى ليلا مثلما يسري البدر المنير في الليلة الظلماء.
الإعراب:
سريت: فعل ماض، مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل. والتاء:
ضمير متصل مبني على الفتح، في محل رفع، فاعل.
من حرم: من: حرف جر، حرم: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (سريت) .
ليلا: مفعول فيه ظرف زمان، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
متعلق بالفعل (سريت) .
إلى حرم: إلى: حرف جر، حرم: اسم مجرور ب (إلى) ، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (سريت) .
كما: الكاف: حرف جر، ما: مصدرية.
سرى: فعل ماض، مبني على الفتح المقدر على الألف، للتعذر.
والمصدر المؤول من (ما) والفعل مجرور بالكاف، والتقدير: كسرى. والجار والمجرور متعلقان
بصفة للمفعول المطلق المحذوف ل (سريت) . والتقدير: سريت سرى كسرى.
في داج: في: حرف جر، داج: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره
الكسرة المقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين؛ سكون الياء من (داجي) وسكوت التنوين
لأن النكرة غير مضافة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (سرى) .
من الظلم: من: حرف جر، الظلم: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (داج) .
جملة سريت: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة سرى البدر: صلة الموصول الحرفي (ما) ، لا محل لها من
الإعراب، وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في البيت تشبيه. شبه النبي صلى الله عليه وسلم في سراه من
حرم إلى حرم بسرى البدر من شرق إلى غرب، فالتشبيه تمثيلي؛ لأنه تشبيه صورة بصورة.
108
- وبتّ ترقى إلى أن نلت منزلة ... من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم
اللغة:
قاب قوسين: مسافة قوسين. لم ترم: لم تطلب.
المعنى:
وما زلت في صعود دائم عبر السموات حتى بلغت منزلة لم يصل
إليها أحد من الأنبياء ولم يطلبها.
الإعراب:
وبت: الواو: حرف عطف هنا للجمل، بت: فعل ماض ناقص، مبني على
السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك. والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع، اسمها. ويجوز
أن تعرب فعلا تاما من المبيت.
إلى أن: إلى: حرف جر، أن: حرف مصدري ناصب.
نلت: فعل ماض، مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك.
والتاء: ضمير متصل مبني على الفتح، في محل رفع فاعل.
والمصدر المؤول من (أن) والفعل مجرور ب (إلى) . والجار والمجرور
متعلقان بالفعل (ترقى) .
من قاب: من: حرف جر، قاب: اسم مجرور ب (من) ، والجار والمجرور
متعلقان بصفة أولى محذوفة ل (منزلة) والتقدير: منزلة قريبة من ...
جملة بت: معطوفة على جملة (سريت) ، لا محل لها من الإعراب،
وهي جملة فعلية.
جملة ترقى: في محل نصب خبر ل (بت) . أو في محل نصب حال على
تمام (بت) ، وهي جملة فعلية.
جملة نلت: صلة الموصول الحرفي، لا محل لها من الإعراب، وهي
جملة فعلية.
جملة لم تدرك: في محل نصب، صفة ثانية ل (منزلة) ، وهي جملة
فعلية.
جملة لم ترم: معطوفة على جملة (لم تدرك) في محل نصب، وهي
جملة فعلية.
109
- وقدّمتك جميع الأنبياء بها ... والرّسل تقديم مخدوم على خدم
المعنى:
وقد كانت الأنبياء والرسل في تلك الليلة تثني عليك وتفضلك
على أنفسها مثل تفضيل الناس للمخدوم على الخادم.
الإعراب:
جميع: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف.
بها: (أي المنزلة) الباء: حرف جر، وها: ضمير متصل مبني على
السكون، في محل جر بالباء. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (قدمتك) .
والرسل: الواو: حرف عطف. الرسل: اسم معطوف على (الأنبياء)
، مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
تقديم: مفعول مطلق، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وهو
مضاف.
على خدم: على: حرف جر، خدم: اسم مجرور ب (على) ، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالمصدر (تقديم) .
جملة قدمتك جميع: معطوفة على جملة (سريت) ، لا محل لها من
الإعراب، وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في البيت تشبيه. شبه تفضيل الرسل النبي صلى الله عليه وسلم
على نفسها بتفضيل الناس المخدوم على الخادم، ووجه الشبه التفضيل في كل بسبب السيادة
فالتشبيه بليغ.
110
- وأنت تخترق السّبع الطّباق بهم ... في موكب كنت فيه صاحب العلم
المعنى:
أجل قدموك وأنت مار بهم من سماء إلى سماء في موكب عظيم كنت
صاحب الرياسة فيه.
الإعراب:
وأنت: الواو: حالية. أنت: ضمير رفع منفصل، مبني على الفتح،
في محل رفع، مبتدأ.
السبع: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
الطباق: صفة ل (السبع) ، منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة.
بهم: الباء: حرف جر، هم: ضمير متصل مبني على السكون، في محل
جر بالباء. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من فاعل (تخترق) . والتقدير:
مارا بهم كلّ في سمائه.
في موكب: جار ومجرور متعلقان بمتعلّق (بهم) ؛ لأن كلا الجارّين
والمجرورين جواب:
كيف تخترق؟
كنت: فعل ماض ناقص، مبني على السكون. والتاء: ضمير متصل مبني
في محل رفع اسم (كان) .
فيه: في: حرف جر، والها: ضمير متصل مبني على الكسر في محل
جر ب (في) .
والجار والمجرور متعلقان ب (صاحب) .
صاحب: خبر (كان) ، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وهو
مضاف.
جملة أنت تخترق: في محل نصب، حال من الضمير في (قدمتك) .
وهي جملة اسمية كبرى ذات وجهين.
جملة تخترق: في محل رفع، خبر (أنت) ، وهي جملة فعلية صغرى.
جملة كنت صاحب العلم: في محل جر، صفة ل (موكب) . وهي جملة
فعلية.
الصورة البيانية:
في قوله (صاحب العلم) كناية عن صفة، وهي الرياسة.
111
- حتّى إذا لم تدع شأوا لمستبق ... من الدّنوّ ولا مرقى لمستنم
اللغة:
شأوا: غاية. المستنم: من يطلب ركوب السّنام ومعناها المجازي
طلب الرفعة.
المعنى:
ولم تزل ترقى حتى بلغت غاية في القرب سبقت إليها كل ساع،
ونلت درجة من الرفعة لا يصل إليها طالب.
الإعراب:
حتى: حرف غاية ثم ابتداء.
إذا: اسم شرط غير جازم، مبني على السكون، في محل نصب على
الظرفية.
متعلق بالفعل (خفضت) في البيت التالي.
شأوا: مفعول به ل (لم تدع) منصوب.
لمستبق: اللام: حرف جر، مستبق: اسم مجرور باللام، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (شأوا) «1» .
من الدنو: من: حرف جر، الدنو: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (شأوا) .
ولا: الواو: حرف عطف هنا للمفردات، لا: حرف نفي.
مرقى: اسم معطوف على (شأوا) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة
على الألف المثبتة كتابة المحذوفة لفظا لالتقاء الساكنين.
لمستنم: اللام: حرف جر، مستنم: اسم مجرور باللام، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (مرقى) .
جملة لم تدع: في محل جر بالإضافة، وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
شبه طالب الرفعة بطالب ركوب السنام، ثم اشتق من الاسم الجامد
(سنام) مستنم، فالاستعارة تصريحية تبعية.
__________
(1) لم نعلقهما ب (تدع) لأن (لمستنم) متعلقان بصفة ل (مرقى)
، والتناظر واضح بين (شأوا لمستبق) و (مرقى لمستنم) .
112
- خفضت كلّ مقام بالإضافة إذ ... نوديت بالرّفع مثل المفرد العلم
المعنى:
ولما بلغت تلك المرتبة، تدنّت دون مقامك المقامات، وناداك
الله تعالى نداء مخصوصا لرفع شأنك بين الأنبياء كما خصّ المفرد العلم بالرفع من دون
أقسام المنادى.
الإعراب:
كل: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وهو مضاف.
بالإضافة: الباء: حرف جر، الإضافة: اسم مجرور بالباء، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (خفضت) .
إذ: ظرف لما مضى من الزمان، مبني في محل نصب، متعلق بالفعل
(خفضت) .
بالرفع: الباء: حرف جر، الرفع: اسم مجرور بالباء، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (نوديت) .
مثل: حال من الضمير في (نوديت) ، أي حال كونك مماثلا للمفرد
العلم من حيث كونه مصحوبا برفع لفظه. وهو مضاف. أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر والتقدير:
ارتفعت بنداء ربك ارتفاعا مثل ارتفاع المفرد العلم.
العلم: صفة ل (المفرد) ، مجرورة، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة.
جملة خفضت: جواب شرط غير جازم وهو (إذا) في البيت السابق،
لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة نوديت: في محل جر بالإضافة، وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في الشطر الثاني تشبيه. شبّه رفع الله عزّ وجل لمقام النبي
صلى الله عليه وسلم برفع المنادى المفرد العلم. أو شبّه نداء الله لنبيّه بنداء المفرد
العلم، فالتشبيه مرسل مفصّل «1» .
ويؤيد الرأي الأول أن مغزى الكلام هنا (رفعة المقام) لا النداء
الصوتي ولا النداء النحوي.
113
- كيما تفوز بوصل أيّ مستتر ... عن العيون وسرّ أيّ مكتتم
المعنى:
وقد حباك الله بالإسراء والمعراج فظفرت بسر عظيم وصلة خاصة
بك من ربّك.
الإعراب:
كيما: كي: حرف مصدري ناصب لا يجر. ما: زائدة.
تفوز: فعل مضارع منصوب ب (كي) ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. والمصدر المؤول من (كي) والفعل بعدها مجرور باللام
المقدرة قبلها، والتقدير: رفع الله مقامك للفوز. والجار والمجرور متعلقان ب (رفع)
.
بوصل: الباء: حرف جر، وصل: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تفوز) .
أيّ: صفة ل (وصل) ، مجرورة، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة.
وهي أيّ الكمالية، أي وصل كامل في الاستتار. وهي مضاف.
__________
(1) وفي البيت كله تورية وهي من فنون البديع لا البيان وذلك
لأن (الخفض والإضافة والنداء والرفع والمفرد العلم) مصطلحات نحوية فصار للبيت معنيان
أحدهما قريب غير مقصود [وهو النحوي] والثاني بعيد وهو المقصود.
مستتر: مضاف إليه، مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
عن العيون: عن: حرف جر، العيون: اسم مجرور ب (عن) ، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل (مستتر) .
وسر: الواو: حرف عطف، سر: اسم معطوف على (وصل) ، مجرور، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة.
أيّ: صفة ل (سر) ، مجرورة، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة. وهي
أي الكمالية، أي وسر كامل في الاكتتام. وهي مضاف.
جملة (رفع الله) المقدرة: استئنافية لا محل لها من الإعراب،
وهي جملة فعلية.
جملة تفوز: صلة الموصول الحرفي (كي) ، لا محل لها من الإعراب،
وهي جملة فعلية.
114
- فحزت كلّ فخار غير مشترك ... وجزت كلّ مقام غير مزدحم
المعنى:
وبنزولك تلك المنزلة عند ربّك أحرزت شرفا لا يشاركك فيه أحد،
وتجاوزت كل مقام مما قلّ القادرون على بلوغه.
الإعراب:
كل: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وهو مضاف.
غير: صفة ل (كل) ، منصوبة وعلامة نصبها الفتحة. وعلى رواية
الجر: صفة ل (فخار) .
جملة حزت: معطوفة على جملة (رفع) المقدّرة في البيت السابق.
أو على جملة (خفضت) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة جزت: معطوفة على جملة (حزت) لا محل لها من الإعراب،
وهي جملة فعلية.
115
- وجلّ مقدار ما ولّيت من رتب ... وعزّ مقدار ما أوليت من نعم
المعنى:
وهكذا عظم مبلغ ما أعطيت من المراتب الشريفة، وعلا شأن ما
منحت من النعم العظيمة.
الإعراب:
وجلّ: الواو: حرف عطف هنا للجمل، جلّ: فعل ماض مبني على الفتح
الظاهر.
ما: اسم موصول بمعنى الذي، مبني على السكون، في محل جر بالإضافة.
ولّيت: فعل ماض مبني للمجهول، مبني على السكون لاتصاله بضمير
رفع متحرك. والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع، نائب فاعل.
من رتب: من: حرف جر، رتب: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (ما) .
جملة جلّ مقدار: معطوفة على جملة (حزت) الاستئنافية، لا محل
لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة ولّيت: صلة الموصول الاسمي (ما) ، لا محل لها من الإعراب،
وهي جملة فعلية.
جملة عزّ مقدار: معطوفة على جملة (جلّ) ، لا محل لها من الإعراب،
وهي جملة فعلية.
جملة أوليت: صلة الموصول الاسمي (ما) الثانية، لا محل لها
من الإعراب، وهي جملة فعلية.
116
- بشرى لنا معشر الإسلام إنّ لنا ... من العناية ركنا غير منهدم
المعنى:
ما أسعدنا نحن المسلمين فقد حبانا الله دينا ثابت الأركان
لا يزول على مر الزمن ولا يتغير.
الإعراب:
بشرى: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف،
للتعذر، وجاز مجيئه نكرة لأنها مفيدة، والتقدير: بشرى عظيمة.
لنا: اللام: حرف جر، ونا: ضمير متصل مبني على السكون، في
محل جر باللام. والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف ل (بشرى) .
معشر: اسم منصوب على الاختصاص، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
وهو مضاف.
إن: حرف مشبه بالفعل.
لنا: اللام: حرف جر، ونا: ضمير متصل مبني على السكون، في
محل جر باللام.
والجار والمجرور متعلقان بخبر (إنّ) المحذوف.
من العناية: من: حرف جر، والعناية: اسم مجرور ب (من) وعلامة
جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (ركنا) ، لتقدمها
عليه.
ركنا: اسم (إن) ، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
غير: صفة ل (ركنا) ، منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة.
وهي مضاف.
جملة بشرى لنا: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة
اسمية.
جملة إن لنا ركنا: استئنافية تعليلية للجملة السابقة، لا
محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية.
جملة (أخص) معشر: اعتراضية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة
فعلية.
الصورة البيانية:
في قوله (ركنا) استعارة. شبه دين الإسلام وشريعته بالركن
الوطيد، بجامع الثبات في كل، ثم حذف المشبه وصرّح بالمشبه به، فالاستعارة تصريحية أصلية.
117
- لمّا دعا الله داعينا لطاعته ... بأكرم الرّسل كنّا أكرم الأمم
المعنى:
لما وصف الله تعالى نبينا الذي دعانا لطاعة الله، ب (أكرم
الأنبياء) استجبنا فكنا أكرم الأمم.
الإعراب:
لما: ظرف بمعنى حين، متضمن معنى الشرط، مبني على السكون،
في محل نصب متعلق بالفعل (كنا) لأنه جواب الشرط (لما) .
داعينا: مفعول به منصوب ل (دعا) ، وعلامة نصبه الفتحة، وسكنت
الياء لضرورة الشعر.
وهو مضاف. ونا: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
لطاعته: اللام: حرف جر، طاعته: اسم مجرور باللام، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. وهو مضاف. والهاء: ضمير متصل (يعود إلى الله) مبني على الكسر،
في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل (داعينا) .
بأكرم: الباء: حرف جر، أكرم: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة.
وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (دعا) لأنه بمعنى
وصف، ولو كان بمعنى طلب لما كان ل (بأكرم الرسل) معنى.
كنا: فعل ماض تام، مبني على السكون لاتصاله ب (نا) الدالة
على الفاعلين. ونا:
ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل (كان) التامة.
واخترناها تامة لنعلق بها الظرف (لمّا) الذي يتعلق دائما بجوابه.
أكرم: حال منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة، وهي مضاف.
جملة لما دعا.. كنا: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي
جملة شرطية.
جملة دعا الله: في محل جر، مضاف إليه، وهي جملة فعلية.
جملة كنا: جواب شرط غير جازم، لا محل لها من الإعراب، وهي
جملة فعلية.
118
- راعت قلوب العدا أنباء بعثته ... كنبأة أجفلت غفلا من الغنم
اللغة:
راعت: أفزعت. النبأة: الصرخة. أجفله: جعله يجفل.
المعنى:
أفزعت أخبار رسالته صلى الله عليه وسلم الكفار حين سمعوا
بانتشارها ونجاحها، فهزتهم كما تهز الصيحة قطيعا لاهيا من الغنم فتفزعه.
الإعراب:
قلوب: مفعول به مقدم، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة،
وهو مضاف.
أنباء: فاعل مؤخر، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو
مضاف.
كنبأة: الكاف: حرف جر، نبأة: اسم مجرور بالكاف، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (راعت) . أو: متعلقان بصفة نائبة عن
مصدر (راعت) . والتقدير: روّعت القلوب ترويعا كترويع صرخة
من الغنم: من: حرف جر، الغنم: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (غفلا) .
جملة راعت: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة أجفلت: في محل جر، صفة ل (نبأة) ، وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في البيت تشبيه. شبّه ارتياع جماعة الكفار من أنباء بعثته،
بارتياع جماعة من الغنم اللاهي من صيحة مخيفة، فالتشبيه تمثيلي، لقيامه على تشبيه صورة
بصورة.
119
- ما زال يلقاهم في كلّ معترك ... حتّى حكوا بالقنا لحما على وضم
اللغة:
حكوا: شابهوا. الوضم: خشبة اللحام.
المعنى:
لم ينفك عليه الصلاة والسلام يقاتلهم في كل موقعة، حتى تركهم
أشلاء كاللحم على الوضم. والباء في قوله (بالقنا) للسببية.
ويحتمل أن يقصد تشبيه أجسامهم وهي على رؤوس القنا باللحم
على الوضم.
فالباء فيها للمصاحبة أو للاستعلاء.
الإعراب:
ما زال: فعل ماض ناقص، مبني على الفتح الظاهر. واسمه ضمير
مستتر جوازا تقديره هو، عائد إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
في كل: في: حرف جر، كل: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره الكسرة
الظاهرة.
وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (يلقاهم) .
حتى: حرف غاية ثم ابتداء لدخولها على الماضي.
حكوا: فعل ماض، مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة
لالتقاء الساكنين.
والواو: ضمير متصل مبني على السكون، في محل رفع، فاعل.
بالقنا: الباء: حرف جر، القنا: اسم مجرور بالباء، وعلامة
جره الكسرة المقدرة على الألف، للتعذر. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (حكوا) .
لحما: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
على وضم: على: حرف جر، وضم: اسم مجرور ب (على) ، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (لحما) .
جملة ما زال يلقاهم: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي
جملة فعلية كبرى ذات وجه واحد.
جملة يلقاهم: في محل نصب، خبر (ما زال) ، وهي جملة فعلية
صغرى.
جملة حكوا: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في الشطر الثاني تشبيه. شبه قتلى المشركين على أرض المعركة
باللحم على خشبة الجزار، فالتشبيه مرسل مجمل.
120
- ودّوا الفرار فكادوا يغبطون به ... أشلاء شالت مع العقبان والرّخم
اللغة:
أشلاء: أعضاء. شالت: ارتفعت. العقبان والرخم: جمع عقاب ورخمة،
نوعان من لواحم الطير.
المعنى:
وقد لاقوا من جيشه صلى الله عليه وسلم القتل الشديد، حتى
صار هربهم من ساحة القتال أمنية لهم، فكادوا يحسدون قطع اللحم التي ترتفع بعيدا عن
المعركة بين مخالب العقبان والرّخم.
الإعراب:
فكادوا: الفاء: حرف عطف هنا للجمل، كادوا: فعل ماض ناقص،
مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. والواو: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع
اسمها.
يغبطون: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، لأنه من
الأفعال الخمسة.
والواو: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
به: الباء: حرف جر يدل على السبب، والهاء: ضمير متصل مبني
على الكسر، في محل جر بالباء. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (يغبطون) .
أشلاء: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
مع: مفعول فيه ظرف مكان، منصوب [وليس مبنيا] ، وعلامة نصبه
الفتحة الظاهرة. متعلق بالفعل (شالت) . وهو مضاف.
جملة ودوا: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة كادوا يغبطون: معطوفة على جملة (ودوا) ، لا محل لها
من الإعراب، وهي جملة فعلية كبرى ذات وجه واحد.
جملة يغبطون: في محل نصب، خبر (كاد) وهي جملة فعلية صغرى.
جملة شالت: في محل نصب، صفة ل (أشلاء) ، وهي جملة فعلية.
121
- تمضي اللّيالي ولا يدرون عدّتها ... ما لم تكن من ليالي الأشهر الحرم
المعنى:
وكانت الأيام تمرّ بهم ولا يعلمون عددها خوفا وفزعا من قتال
المؤمنين لهم، فإذا أمسك المؤمنون عنهم في الأشهر الحرم رجعت إليهم عقولهم وأحصوا أيامهم.
الإعراب:
تمضي: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء،
للثقل.
ولا: الواو: حرف عطف «1» هنا للجمل، لا: حرف نفي.
ما لم: ما: مصدرية ظرفية، لم: حرف جازم.
تكن: فعل مضارع ناقص، مجزوم ب (لم) ، وعلامة جزمه السكون
الظاهر، واسمه ضمير مستتر جوازا تقديره هي. والمصدر المؤول من (ما) والفعل منصوب على
الظرفية، وتأويله: مدّة كونها من غير الأشهر الحرم.
من ليالي: من: حرف جر، ليالي: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة
جره الكسرة المقدرة على الياء، للثقل. وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف
ل (تكن) .
الحرم: صفة ل (الأشهر) ، مجرورة، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة.
__________
(1) الحالية ممتنعة هنا لأن الجملة مضارعية منفية ب (لا)
. انظر بحث الحال في جامع الدروس العربية.
جملة تمضي الليالي: استئنافية، لا محل لها من الإعراب وهي
جملة فعلية.
جملة لا يدرون: معطوفة على الجملة السابقة، وهي جملة فعلية.
جملة لم تكن من ليالي: صلة الموصول الحرفي (ما) ، لا محل
لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
122
- كأنّما الدّين ضيف حلّ ساحتهم ... بكلّ قرم إلى لحم العدا قرم
اللغة:
القرم: السيد. القرم: شديد الشهوة إلى اللحم.
المعنى:
وقد كثر القتل في صفوف الكفار؛ حتى كأن الدين ضيف تنحر له
الذبائح في ساحتهم ومعه كل شجاع فارس شديد الإقدام على الجهاد.
الإعراب:
كأنما: كافة ومكفوفة.
الدين: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
ضيف: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
بكل: الباء: حرف جر للمصاحبة، كل: اسم مجرور بالباء، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من فاعل (حل) أي:
حل مقرونا بكل قرم.
إلى لحم: إلى: حرف جر، لحم: اسم مجرور ب (إلى) ، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة. وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بالصفة المشبهة (قرم) .
قرم: صفة ل (قرم) ، مجرورة، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة.
جملة الدين ضيف: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة
اسمية.
جملة حل: في محل رفع، صفة ل (ضيف) ، وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في البيت تشبيه. شبّه المقبلين على نصرة هذا الدين على أعدائه
بضيف طارئ أضناه الجوع وقد أقبل على من يجزل له من القرى، ففي البيت تشبيه تمثيلي تمازجت
فيه عناصر الصوريتن.
123
- يجرّ بحر خميس فوق سابحة ... يرمي بموج من الأبطال ملتطم
اللغة:
الخميس: الجيش، لأنه يتألف من خمسة أقسام: المقدمة والمؤخرة
والقلب والجناحين. حصان سابح: أي يلقي قائمتيه الأماميتين معا ثم الخلفيتين معا.
المعنى:
وتقدّمت جيوش المواحدين كبحر هائج، أمواجه الهادرة فرسان
أبطال يرمون تباعا إلى المعركة.
الإعراب:
فوق: مفعول فيه ظرف مكان، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
وهو مضاف. متعلق بصفة محذوفة ل (خميس) تقديرها: منطلق.
بموج: الباء: حرف جر، موج: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (يرمي) .
من الأبطال: من: حرف جر، الأبطال: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (موج) . أي: موج مؤلّف
من الأبطال.
ملتطم: صفة ثانية ل (موج) ، مجرورة، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة.
جملة يجر: في محل رفع، صفة ثانية ل (ضيف) في البيت السابق،
وهي جملة فعلية.
جملة يرمي: في محل نصب، صفة أولى ل (بحر) .
الصورة البيانية:
في قوله (بحر خميس) تشبيه. شبه الخميس- وهو الجيش العظيم-
بالبحر، ووجه الشبه العظم والتماوج في كل، فالتشبيه بليغ.
في قوله (سابحة) كناية عن موصوف وهو الخيل؛ لأن السّبح نوع
من عدوها.
في قوله (موج من الأبطال) تشبيه. شبه أفواج المقاتلين بأمواج
البحر، ووجه الشبه التتابع والتدافع في كل، فالتشبيه بليغ.
124
- من كلّ منتدب لله محتسب ... يسطو بمستأصل للكفر مصطلم
اللغة:
منتدب: مجيب. محتسب: مدّخر ثواب عمله عند الله. يسطو: يصول.
مستأصل:
بسيف مستأصل، يقال: استأصله إذا أزاله من أصله. مصطلم: اصطلم
الشيء: استأصله.
المعنى:
يرمي هذا الجيش الكفار بكل بطل يدعو إلى دين الله، مدخرا
ثواب جهاده عنده، يصول بسلاحه ليزيل الكفر وأهله.
الإعراب:
من كل: من: حرف جر، كل: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة
الظاهرة.
وهو مضاف. والجار والمجرور بدل من (من الأبطال) . متعلقان
بما تعلقا به.
لله: اللام: حرف جر، الله: اسم مجرور باللام، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل (منتدب) .
محتسب: صفة ل (منتدب) ، مجرورة، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة.
بمستأصل: الباء: حرف جر، مستأصل: اسم مجرور بالباء، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (يسطو) .
للكفر: اللام: حرف جر، الكفر: اسم مجرور باللام، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل (مستأصل) .
مصطلم: صفة ل (مستأصل) ، مجرورة، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة.
جملة يسطو: في محل جر، صفة ثانية ل (منتدب) ، وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في الشطر الثاني استعارة. شبّه الكفر بشوك ضارب الجذور، ثم
حذف المشبه به وكنّى عنه بلازمه وهو الاستئصال والاصطلام، فالاستعارة مكنية تبعية.
125
- حتّى غدت ملّة الإسلام وهي بهم ... من بعد غربتها موصولة الرّحم
المعنى:
ما زال هؤلاء الأبطال المجاهدون يقضون على الكفر وأهله حتى
أزالوا عن دين الإسلام غربته، فصار بهؤلاء الصحابة معروفا يحميه الالاف من أبنائه.
الإعراب:
حتى: حرف غاية ثم ابتداء.
غدت: فعل ماض ناقص، مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة
لالتقاء الساكنين. والتاء: حرف تأنيث.
ملة: اسم (غدا) ، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو
مضاف.
وهي: الواو: حالية. هي: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح، في
محل رفع مبتدأ.
بهم: الباء: حرف جر، وهم: ضمير متصل مبني على السكون، في
محل جر بالباء. والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف ل (هي) والتقدير: قائمة بهم.
من بعد: من: حرف جر، بعد: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة.
وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان باسم المفعول (موصولة)
.
موصولة: خبر (غدا) ، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
وهو مضاف.
جملة غدت ملة الإسلام موصولة: استئنافية بعد (حتى) ، لا محل
لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة هي بهم: في محل نصب، حال من (ملة الإسلام) ، وهي جملة
اسمية.
الصور البيانية:
في قوله (غربتها) استعارة. شبه ملّة الإسلام في أول أمرها
برجل غريب بجامع ضعف النصير في كلّ، ثم حذف المشبه به وكنى عنه بشيء من لوازمه وهو
الغربة، فالاستعارة مكنية.
في قوله (موصولة الرحم) استعارة. شبه تعاضد المسلمين جميعا
بصلة الرحم، بجامع الاتحاد في كل، ثم اشتق من الصلة (موصولة) ، فالاستعارة تصريحية
تبعية.
126
- مكفولة أبدا منهم بخير أب ... وخير بعل، فلم تيتم ولم تئم
اللغة:
تيتم: من يتم الصبي إذا فقد أباه. تئم: امت المرأة فقدت زوجها
فهي أيّم.
المعنى:
وصارت ملة الإسلام محفوظة بهؤلاء الصحابة الأبطال، فكانوا
في رعايتها كخير أب وكخير زوج فلم تفقد من ينصرها.
الإعراب:
مكفولة: خبر ثان ل (غدت) ، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
أبدا: مفعول فيه ظرف زمان، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
متعلق باسم المفعول (مكفولة) .
منهم «1» : من: حرف جر، هم: ضمير متصل مبني على السكون، في
محل جر ب (من) . والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف لمبتدأ محذوف والتقدير: وكفالتها
حاصلة منهم.
بخير: الباء حرف جر، خير: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة
الظاهرة.
وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان باسم المفعول (مكفولة)
.
وخير: الواو: حرف عطف، خير: اسم معطوف على (خير) ، مجرور،
وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وهو مضاف.
فلم: الفاء: استئنافية، ولم: حرف جازم.
__________
(1) في قوله: (مكفولة منهم) تركيب عامي، ومعناه بعبارة فصيحة:
والملة مكفولة وكفالتها (حاصلة) منهم. وعبارة الشاعر عامية لأن التقدير عندئذ: مكفولة
من قبلهم، أي: إنه كفل منهم، وبذلك نكون قد بنينا الفعل للمجهول وغيّبنا الفاعل، ثم
جئنا بالفاعل مجرورا بمن في قوله (منهم) . ولو حذفنا كلمة (منهم) لاستقامت العبارة
فصيحة.
جملة لم تيتم: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة
فعلية.
جملة لم تئم: معطوفة على جملة (لم تيتم) ، لا محل لها من
الإعراب، وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في قوله (مكفولة) استعارة. شبه حماية الصحابة للإسلام بالكفالة،
بجامع الرعاية في كل، ثم اشتق من الكفالة (مكفولة) ، فالاستعارة تصريحية تبعية.
في قوله (بخير أب وخير بعل) استعارة. شبه رعاية النبي صلى
الله عليه وسلم وصحابته للملة برعاية الأب والزوج لرعيّة كلّ منهما، ثم حذف المشبه
وصرح بالمشبه به، فالاستعارة تصريحية أصلية.
في قوله (لم تيتم ولم تئم) ترشيح للاستعارة السابقة.
127
- هم الجبال فسل عنهم مصادمهم ... ماذا رأى منهم في كلّ مصطدم
المعنى:
كيف لا يكون الإسلام بهؤلاء الصحابة في أحسن حال، وهم رجال
أشداء، كالجبال في الصبر والشدة؟ وإن كنت في ريب من ذلك فاسأل الذين واجهوهم عن الأهوال
التي لقوها منهم في تلك المعارك.
الإعراب:
هم: ضمير رفع منفصل، مبني في محل رفع، مبتدأ.
الجبال: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
فسل: الفاء: استئنافية بيانية [نسبة إلى علم البيان] ، أو
هي الفصيحة هنا. سل:
فعل أمر مبني على السكون الظاهر. والفاعل ضمير مستتر وجوبا
تقديره أنت.
عنهم: عن: حرف جر، هم: ضمير متصل مبني على السكون، في محل
جر ب (عن) . والجار والمجرور متعلقان بالفعل (سل) .
مصادمهم: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وهو
مضاف. وهم:
ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر بالإضافة.
ماذا (كلها) : اسم استفهام في محل نصب مفعول به مقدّم على
العامل (رأى) لحقّه في الصدارة. أو: ما: اسم استفهام مبني على السكون، في محل رفع خبر
مقدم.
ذا: اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون، في محل رفع مبتدأ
مؤخر.
والعائد محذوف والتقدير: مالذي راه، أي الهاء في (راه) .
رأى: فعل ماض، مبني على الفتح المقدر على الألف، للتعذر.
والفاعل: ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى (المصادم) .
منهم: من: حرف جر، هم: ضمير متصل مبني في محل جر ب (من) ،
والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (ماذا) على الإعراب الأول، أو من العائد المحذوف
على الإعراب الثاني.
في كل: في: حرف جر، كل: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره الكسرة
الظاهرة.
وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (رأى) .
جملة هم الجبال: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة
اسمية.
جملة سل: استئنافية بيانية؛ لوقوعها جواب سؤال مقدّر: وكيف
أصدّق ذلك؟ وعلى الإعراب الثاني ل (الفاء) هي جواب شرط غير جازم، والتقدير: إذا لم
تصدّق فسل. لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة ماذا: على الإعراب الأول- وهو الأفضل عندنا- ليست جملة.
وعلى الإعراب الثاني جملة في محل نصب، لأنها سدت مسد المفعول الثاني للفعل (سل) المعلّق
بالاستفهام عن العمل لفظا. وهي جملة اسمية.
جملة رأى: صلة الموصول الاسمي (ما) ، لا محل لها من الإعراب،
وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في قوله (هم الجبال) تشبيه. شبه الصحابة الكرام بالجبال،
ووجه الشبه الصلابة في كلّ، فالتشبيه بليغ.
128
- وسل حنينا وسل بدرا وسل أحدا ... فصول حتف لهم أدهى من الوخم
اللغة:
الحتف: الموت. فصول: مواسم. الوخم: الوباء.
المعنى:
واسأل عن شجاعة هؤلاء الفرسان مواقع حنين وبدر وأحد، فقد
كانت أزمنة قتل أشدّ على الكفار من الوباء، لكثرة ما أصابهم على يد المسلمين من القتل.
الإعراب:
وسل: الواو: حرف عطف هنا للجمل، سل: فعل أمر مبني على السكون
الظاهر.
والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
حنينا: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
فصول: حال منصوبة «1» وهو مضاف. أو تمييز على تقدير: من حيث
كونها فصول ...
لهم: اللام: حرف جر، هم: ضمير متصل مبني على السكون، في محل
جر باللام. والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (حتف) .
__________
(1) على تقدير: حالة كونها فصول ... ومثلها حينئذ قولنا:
يعجبني زيد خطيبا ووالدا وطبيبا، فإذا عددت الخطابة الصفة المميزة له ف (خطيبا) تمييز،
وإذا عددت الخطابة حالة من أحواله المختلفة في المجتمع كانت حالا. وقد تحدث بعض النحاة
عن التباس التمييز بالحال أحيانا.
أدهى: صفة ل (فصول) ، تابعة في إعرابها لها.
من الوخم: من: حرف جر، الوخم: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان باسم التفضيل (أدهى) .
جملة سل حنينا: معطوفة على جملة (سل مصادمهم) في البيت السابق،
لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة سل بدرا: معطوفة على جملة (سل حنينا) ، لا محل لها من
الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة سل أحدا: معطوفة على جملة (سل حنينا) ، لا محل لها من
الإعراب، وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في الشطر الأول مجاز، ذكر الأمكنة الثلاثة أو الأزمنة الثلاثة
وأراد الحالّ فيها فالمجاز مرسل علاقته المحلية.
129
- المصدري البيض حمرا بعدما وردت ... من العدا كلّ مسودّ من الّلمم
اللغة:
المصدري البيض: العائدين بها. البيض: السيوف. وردت: وافت
وردها. اللمم:
جمع لمّة وهي شعر الرأس إذا ألمّ بالأذن..
المعنى:
فامدح هؤلاء الفرسان الذين إن وردوا المعركة بسيوف بيض لم
يرجعوا حتى تصطبغ سيوفهم بدماء رؤوس الكفار.
الإعراب:
المصدري: صفة لأهل حنين وبدر وأحد، أو مفعول به لفعل محذوف
تقديره: أمدح.
منصوب، وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم. وحذفت النون
للإضافة.
البيض: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وهو
من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله.
حمرا: حال من (البيض) ، منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة.
بعدما: بعد: مفعول فيه ظرف زمان، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة
الظاهرة. وهو مضاف. متعلق باسم الفاعل (المصدري) . ما: مصدرية.
وردت: فعل ماض، مبني على الفتح الظاهر. والفاعل ضمير مستتر
جوازا تقديره هي أي (البيض) . والتاء: حرف تأنيث.
والمصدر المؤول من (ما) والفعل مجرور بالإضافة. والتقدير:
بعد ورودها.
من العدا: من: حرف جر، العدا: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة
جره الكسرة المقدرة على الألف، للتعذر. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (كل)
.
كل: مفعول به منصوب ل (وردت) ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
وهو مضاف.
من اللمم: من: حرف جر، اللمم: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (مسودّ) .
جملة وردت: صلة الموصول الحرفي (ما) ، لا محل لها من الإعراب،
وهي جملة فعلية.
جملة (امدح) المصدري: استئنافية، لا محل لها من الإعراب،
وهي جملة فعلية. وعلى إعراب (المصدري) الأول لسنا أمام جملة.
الصورة البيانية:
في قوله (كل مسودّ من اللمم) كناية. كنى بهذا القول عن رقاب
فرسان الأعداء الشباب، الذين لم تتقدم بهم السن فيبيض شعرهم فالكلام كناية عن موصوف.
- في قوله (البيض) كناية عن السيوف البرّاقة قبل المعركة،
ثم كنى بعودتها حمرا عن القتال بها حتى النصر. فالكناية الأولى عن موصوف (السيوف) والكناية
الثانية عن صفة (القتال) .
130
- والكاتبين بسمر الخطّ ما تركت ... أقلامهم حرف جسم غير منعجم
اللغة:
سمر الخط: الرماح الخطية، نسبة إلى مرفأ (خطّ) في البحرين
تباع فيه الرماح السمهرية. منعجم: أعجم الكتاب أزال استعجامه بالنّقط وعلامات الإعراب
فوضح.
المعنى:
وامدح أولئك الطاعنين بالرماح الخطية الذين لم تترك أسنة
رماحهم طرف جسم من أجسام الكفار إلا تركت فيه علامات طعن واضحة.
الإعراب:
والكاتبين: الواو: حرف عطف. والكاتبين: اسم معطوف على (المصدري)
، منصوب، وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم.
بسمر: الباء: حرف جر، سمر: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة.
وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل (الكاتبين)
.
حرف: مفعول به ل (تركت) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
وفيه تورية طرف الجسم بالحرف الهجائي.
غير: حال من (حرف) منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة.
جملة تركت أقلامهم: في محل نصب، حال من (الكاتبين) ، وهي
جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في البيت استعارة. شبّه المجاهدين بالكتبة، ورماحهم بالأقلام،
وطعن الرماح بتنقيط الأقلام، فتشكّلت لديه صورتان: صورة مجاهدين برماح تطعن فتقطر دما.
وصورة كتبة بأقلام تكتب فتقطر مدادا. وهذه استعارة تمثيلية.
قال الباجوري في هذا البيت: (وفي هذا البيت لطائف: منها تشبيه
الصحابة بالكتبة، وأسنّة رماحهم بالأقلام، وذلك دليل على غاية إحكامهم للطعن بها، حتى
إنها في أيديهم كالأقلام في أيدي الكتبة وليس عليهم كبير مشقة في التصرف بها. ومنها
الإشارة إلى أنهم لا يطعنون طعنة إلا في محلها، كما لا ينقط الكتبة نقطة إلا في محلها.
ومنها الإشارة إلى أنهم أعجموا حروف أجسام الكفار، ليتميزوا من المسلمين) . اهـ.
في قوله (بسمر) كناية عن موصوف وهو الرماح.
في قوله (حرف) تورية. ورّى بالحرف الهجائي عن جانب الجسم.
131
- شاكي السّلاح، لهم سيما تميّزهم ... والورد يمتاز بالسّيما عن السّلم
اللغة:
شاكي السلاح: ذوي سلاح تام وحاد. سيما: علامة. السلم: شجر
ذو شوك.
المعنى:
وهؤلاء الصحابة مدججون بالسلاح كخصومهم، ولكنهم يتميزون باثار
السجود على جباههم. ولا عجب في ذلك، فالورد والسلم كلاهما شجر مورق ذو شوك، ولكن الورد
يتميز من السلم برائحته الطيبة ومنظره الحسن.
الإعراب:
شاكي: حال من (المصدري) منصوبة، وعلامة نصبها الياء لأنه
جمع مذكر سالم.
وهو مضاف ولهذا حذفت نون الجمع (شاكين) .
السلاح: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وهو
من إضافة اسم الفاعل إلى فاعله.
لهم: اللام: حرف جر، هم: ضمير متصل مبني على السكون، في محل
جر باللام. والجار والمجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف.
سيما: مبتدأ مؤخر، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على
الألف، للتعذر.
والورد: الواو استئنافية، الورد: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة.
بالسيما: الباء: حرف جر، السيما: اسم مجرور بالباء، وعلامة
جره الكسرة المقدرة على الألف، للتعذر. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (يمتاز) .
عن السلم: عن: حرف جر، السلم: اسم مجرور ب (عن) ، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (يمتاز) .
جملة لهم سيما: في محل نصب، حال ثانية من (المصدري) ، وهي
جملة اسمية.
جملة تميزهم: في محل رفع، صفة ل (سيما) ، وهي جملة فعلية.
جملة الورد يمتاز: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي
جملة اسمية كبرى ذات وجهين.
جملة يمتاز: في محل رفع، خبر (الورد) ، وهي جملة فعلية صغرى.
الصورة البيانية:
في البيت تشبيه. شبه الصحابة وقد تميزوا من غيرهم بسيماهم،
بالورد الذي يمتاز من السلم. فالتشبيه ضمني.
132
- تهدي إليك رياح النّصر نشرهم ... فتحسب الزّهر في الأكمام كلّ كمي
اللغة:
الكميّ: اللابس السلاح، والشجاع.
المعنى:
إذا قاربت أرض إحدى معاركهم، حملت إليك النسمات عبقا زكيا،
ولاحت لناظريك صور الأبطال العائدين من النصر وقد اصطبغت أوشحتهم بدماء أعدائهم حتى
بدوا كالزهر في أكمامه.
الإعراب:
تهدي: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء،
للثقل.
إليك: إلى: حرف جر، والكاف: ضمير متصل مبني على الفتح، في
محل جر ب (إلى) ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تهدي) .
رياح: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف.
نشرهم: مفعول به منصوب، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة. هم:
ضمير متصل مبني، في محل جر بالإضافة.
في الأكمام: في: حرف جر، الأكمام: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (الزهر) .
الزهر: مفعول به ثان مقدم ل (تحسب) ، منصوب، وعلامة نصبه
الفتحة الظاهرة.
كل: مفعول به أول، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وهو
مضاف.
كمي: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة، وخفّفت الياء للقافية.
جملة تهدي: في محل نصب، حال ثالثة، من (المصدري) ، وهي جملة
فعلية.
جملة تحسب: معطوفة على جملة (تهدي) ، في محل نصب، وهي جملة
فعلية.
الصورة البيانية:
في قوله (تهدي رياح النصر) إسناد الإهداء إلى الرياح، وهذا
مجاز عقلي.
شبّه (النصر) بالعرس و (أخباره) بالهدايا التي هي من لوازم
العرس، وكنّى عن الهدايا بالفعل (تهدي) ، فالاستعارة مكنية تبعية، مرشحة بذكر (النشر)
وهو من لوازم العرس والهدايا.
في الشطر الثاني تشبيه. شبّه المقاتلين في ثيابهم الملطخة
بالدماء بالزهر في أكمامه الحمراء، فالتشبيه مرسل مجمل، وقام الفعل (تحسب) مقام أداة
التشبيه.
أما إذا فسرنا البيت بقولنا: وتشيع أخبار النصر المبين في
كل أرض، حاملة البشرى كما تحمل النسمات عبق المروج التي مرّت بها، فتكون الصورة كما
يلي:
- شبه انتقال أخبار بشرى نصر ... المقاتلين ذوي الثياب الحمر
بإهداء الرياح لنشر ... الزهر ذي الأكمام الحمر.
فهو تشبيه خمسة عناصر بخمسة عناصر، أي تشبيه تمثيلي (صورة
بصورة) . ويقوم الفعل (تحسب) فيه مقام أداة التشبيه.
133
- كأنّهم في ظهور الخيل نبت ربا ... من شدّة الحزم لا من شدّة الحزم
المعنى:
وهؤلاء الصحابة في ثباتهم ورسوخهم على ظهور الخيل، مع تمايلهم
فوقها لطعنة رمح أو ضربة سيف، مثل نبات الربا في رسوخه في الأرض مع تمايله مع الرياح
حيث
مالت. ولكن ثباتهم على ظهور خيولهم ليس من إحكام ربط السرج
على ظهورها بل بسبب جودة رأيهم وقوة تدبيرهم.
الإعراب:
كأنهم: كأن: حرف مشبه بالفعل، هم: ضمير متصل مبني، في محل
نصب، اسمها.
في ظهور: في: حرف جر بمعنى على، ظهور: اسم مجرور ب (في) ،
وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (هم)
.
نبت: خبر (كأن) ، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو
مضاف.
ربا: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف
المثبتة كتابة المحذوفة لفظا، لالتقاء الساكنين؛ سكون الألف وسكون التنوين.
من شدة: من: حرف جر لمعنى السببية، شدة: اسم مجرور ب (من)
، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. متعلقان ب (كأن) لما فيها من معنى الفعل، والتقدير: من
شدّة حزمهم أشبهوا نبت الربا. وهو مضاف.
لا من شدة: لا: حرف نفي وعطف، من: حرف جر، شدة: اسم مجرور
ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وهو مضاف. والجار والمجرور معطوفان على (من شدة)
.
جملة كأنهم نبت: في محل نصب، حال رابعة من (المصدري) ، وهي
جملة اسمية.
الصورة البيانية:
في الشطر الأول تشبيه. شبه المجاهدين وهم على ظهور خيولهم
بنبت الروابي، ووجه الشبه الثبات مع الليونة في كل، فالتشبيه مرسل مجمل.
134
- طارت قلوب العدا من بأسهم فرقا ... فما تفرّق بين البهم والبهم
اللغة:
فرقا: خوفا. البهم: أولاد الغنم والبقر وغيرها، واحدها بهمة.
البهم: الشجعان، جمع بهمة.
المعنى:
وقد أفزع الأعداء قتال أؤلئك المجاهدين وشدتهم في الحرب،
حتى اضطربت قلوبهم هلعا، فباتت غير قادرة في المعركة على التمييز بين البهائم من الضأن
والشجعان من الناس لما أصابها من الدهشة والحيرة. أو لنقل: باتت تتخيل كل البهائم أفراسا.
ويجوز أن يكون الضمير في (تفرق) للمخاطب، ويكون معنى (البهم)
الجبناء مجازا. فيصير المعنى: لقد أرهب قتال المسلمين هؤلاء الكفار جميعا على حدّ سواء
حتى إنك لو رأيتهم لا تفرّق بين شجاعهم وجبانهم.
الإعراب:
من بأسهم: من: حرف جر، بأسهم: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. وهو مضاف. وهم: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (طارت) . أو بالمصدر (فرقا)
.
فرقا: مفعول لأجله منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
فما: الفاء: حرف عطف هنا للجمل، ما: حرف نفي.
بين: مفعول فيه ظرف مكان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة. وهو
مضاف، متعلق بالفعل (تفرّق) .
جملة طارت قلوب: استئنافية، لا محل لها من الإعراب وهي جملة
فعلية.
جملة تفرق: معطوفة على جملة (طارت قلوب) ، وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في قوله (طارت) استعارة. شبّه اضطراب قلوب الأعداء بالطيران،
بجامع عدم الهدوء والاستقرار في كل، ثم اشتق من الطيران بمعنى الاضطراب طارت بمعنى
اضطربت فالاستعارة تصريحية تبعية.
في قوله (البهم) استعارة إن حمّلناها المعنى الثاني. ويكون
قد شبه الجبناء بالبهم بجامع الضعف في كل، ثم صرح بالمشبه به، فالاستعارة تصريحية أصلية.
135
- ومن تكن برسول الله نصرته ... إن تلقه الأسد في اجامها تجم
اللغة:
الاجام: جمع أجمة، وهي الشجر الكثير الملتف. تجم: من الوجوم
وهو السكون.
المعنى:
وكيف لا يهاب الكفار هؤلاء الأبطال وهم مستنصرون بدعاء النبي
صلى الله عليه وسلم، ومن كان كذلك فلن يخيفه شيء، حتى الأسود إن واجهته وهي في مرابضها
تسكن من هيبته.
الإعراب:
ومن: الواو: استئنافية، من: اسم شرط جازم مبني على السكون،
في محل رفع مبتدأ.
تكن: فعل مضارع ناقص، مجزوم لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه
السكون الظاهر.
برسول: الباء: حرف جر، رسول: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة. وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف ل (تكن) تقديره:
مقرونة بدعاء الرسول.
نصرته: اسم (تكن) ، مؤخر، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
وهو مضاف.
والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
إن: حرف شرط جازم.
تلقه: فعل مضارع مجزوم ب (إن) ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة
والأصل تلقاه. والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل نصب، مفعول به.
الأسد: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
في اجامها: في: حرف جر، اجامها: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة.
وهو مضاف. وها: ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر بالإضافة.
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تلقه) . أو بحال محذوفة
من (الأسد) . أو: بحال محذوفة من الضمير في (تلقه) . بتقدير: موغلا في اجامها.
تجم: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وعلامة جزمه السكون،
وحرك بالكسر للقافية. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي أي (الأسد) .
جملة من تكن ... تجم: استئنافية، لا محل لها من الإعراب،
وهي جملة شرطية.
جملة تكن نصرته برسول الله: في محل رفع، خبر (من) ، وهي جملة
فعلية.
جملة (إن تلقه ... تجم) : جواب الشرط الجازم (من) غير مقترن
بالفاء، لا محل لها من الإعراب. وهي جملة شرطية، أو هي جملة صغرى أغنت عن جواب شرط
الجملة الكبرى (ومن تكن ... ) .
جملة تلقه الأسد: ابتدائية، لا محل لها من الإعراب، لأنها
صدر شرط جديد لم يبدأ باسم شرط مبتدأ وهي جملة فعلية.
جملة تجم: جواب الشرط الجازم الثاني (إن) لا محل له لأنه
غير مقترن بالفاء، وهي جملة فعلية.
136
- ولن ترى من وليّ غير منتصر ... به ولا من عدوّ غير منقصم
اللغة:
الولي: الصديق والنصير. منقصم: منكسر.
المعنى:
ومهما بحثت فلن تجد المؤمن به والمصدق بشريعته إلا منتصرا
ظاهرا على غيره، ولن تجد الجاحد به والمنكر لشريعته إلا خائبا خاسرا.
الإعراب:
ولن: الواو: استئنافية، لن: حرف ناصب.
ترى: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف،
للتعذر.
والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
من ولي: من: حرف جر زائد. ولي: اسم مجرور لفظا منصوب تقديرا،
مفعول به ل (ترى) .
غير: صفة ل (ولي) ، مجرورة على لفظها. أو: مفعول به ثان،
على جعل (ترى) قلبية، على رواية النصب. وهي مضاف.
به: الباء: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر، في
محل جر بالباء.
والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل (منتصر) .
وأصل الكلام قبل الحذف: لن ترى من وليّ لنا غير منتصر بموالاته،
ولا عدوّ لنا غير منقصم بمعاداته. والباء فيهما سببية.
ولا: الواو: حرف عطف، لا: حرف نفي.
من عدو: جار ومجرور معطوفان على (من ولي) .
جملة لن ترى من ولي: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي
جملة فعلية.
137 - أحلّ أمّته في حرز ملّته ... كاللّيث حلّ مع الأشبال
في أجم
اللغة:
الحرز: الموضع الحصين. الليث: الأسد. الأشبال: جمع شبل وهو
ولد الأسد إذا أدرك الصيد.
المعنى:
على يديّ هذا النبي حفظ الله هذه الأمة، وعلى يديه جاء هذا
الدين، فكان في الحالتين كالليث يحمي أشباله في حماه.
الإعراب:
في حرز: في: حرف جر، حرز: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (أحل) ، وهو مضاف.
كالليث: الكاف: حرف جر، الليث: اسم مجرور بالكاف، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من ضمير الفاعل في (أحل)
.
مع: مفعول فيه ظرف مكان، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
وهو مضاف. متعلق بالفعل (حل) .
في أجم: في: حرف جر، أجم: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (حل) .
جملة أحل: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة حل: في محل نصب، حال من (الليث) ، وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في البيت تشبيه. شبه الشاعر النبي صلى الله عليه وسلم مع
أصحابه في حمى الدين الإسلامي، بالأسد مع أشباله في عرينه، ففي الكلام تشبيه صورة بصورة،
فالتشبيه تمثيلي.
138
- كم جدّلت كلمات الله من جدل ... فيه، وكم خصم البرهان من خصم
اللغة:
جدّله: ألقاه على الجدالة وهي الأرض. الجدل: المجادل. خصم:
غلب بالحجة.
الخصم: المخاصم.
المعنى:
ما أكثر ما غلبت ايات القران الكريم جدل المجادل في نبوته
صلى الله عليه وسلم وردّت عليه كلامه، وما أكثر ما قام الدليل الواضح على دحض حجة مخاصم
النبي عليه الصلاة والسلام.
الإعراب:
كم: خبرية، مبنية على السكون، في محل نصب، مفعول به لدخولها
على فعل متعدّ (جدّلت) . ولا تعرب مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر، لأن المعنى ليس:
كم تجديل، بل: كم مجادل؛ بدليل التمييز الاتي (من جدل) .
من جدل: من: حرف جر، جدل: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور في موضع تمييز «1» (كم) الخبرية.
فيه: (أي في نبوته) في: حرف جر، والهاء ضمير متصل مبني في
محل جر ب (في) ، والجار والمجرور متعلقان بالصفة المشبهة (جدل) .
جملة جدلت كلمات: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي
جملة فعلية.
جملة خصم البرهان: معطوفة على جملة (جدّلت) ، لا محل لها
من الإعراب، وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في صدر البيت استعارة. إذ شبه (الغلبة بالحجة) بالإلقاء على
الأرض، بجامع القهر في كل، ثم صرح بالمشبه به واشتق من المصدر الفعل جدلت، فالاستعارة
تصريحية تبعية.
139
- كفاك بالعلم في الأمّيّ معجزة ... في الجاهليّة والتّأديب في اليتم
المعنى:
حسبك من معجزاته الخارقة صلى الله عليه وسلم ما عنده من العلم
مع أنه أميّ.
ويكفيك من معجزاته ما اشتمل عليه من الاداب والأخلاق العالية
مما لم يبلغه أحد مع أنه يتيم لم يتلق ذلك عن أب ولا أم.
__________
(1) قالوا (من) بعد (كم) الخبرية زائدة، وقالوا أصلية تجر
ولو حذفت. وقالوا هي ومجرورها في موضع نصب على التمييز بغير تعليق. ونختار الأخير قياسا
على (اشتريت رطلا من قمح) و (لله دره من فارس) لأن كلا المثالين يطلب تمييزا.
الإعراب:
كفاك: فعل ماض، مبني على الفتح المقدر على الألف، للتعذر.
والكاف: ضمير متصل مبني على الفتح، في محل نصب، مفعول به.
بالعلم: الباء: حرف جر زائد، العلم: اسم مجرور لفظا مرفوع
تقديرا، فاعل (كفى) .
في الأمي: في: حرف جر، الأمي: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (العلم) تقديرها:
راسخا.
معجزة: تمييز منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
في الجاهلية: في: حرف جر، الجاهلية: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (العلم) .
والتأديب: الواو: حرف عطف، التأديب: اسم معطوف على (العلم)
في اليتم: في حرف جر، اليتم: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (التأديب) .
جملة كفاك: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
140
- خدمته بمديح أستقيل به ... ذنوب عمر مضى في الشّعر والخدم
اللغة:
استقال الرجل ذنوبه بفعل الخير: طلب أن ترفع عنه.
المعنى:
مدحت رسول الله صلى الله عليه وسلم بما مضى من الشعر راجيا
أن يغفر الله به أوزار حياتي التي قضيتها في إنشاد الشعر وخدمة الناس.
الإعراب:
بمديح: الباء: حرف جر، مديح: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (خدمته) .
أستقيل: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. والفاعل
ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.
به: الباء: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر، في
محل جر بالباء. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (أستقيل) .
ذنوب: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وهو مضاف.
في الشعر: في: حرف جر، الشعر: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة
جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (مضى) .
والخدم: الواو: حرف عطف، الخدم: اسم معطوف على (الشعر) ،
مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق