قصيدة البردة شرحا وإعرابا وبلاغة لطلاب الجامعات 1 - كورس نحو الشاذلى
>

إعلان اعلى المقالة

إعلن هنــــا

الأربعاء، 24 يونيو 2020

قصيدة البردة شرحا وإعرابا وبلاغة لطلاب الجامعات 1

قصيدة البردة
شرحا وإعرابا وبلاغة لطلاب الجامعات
قصيدة البردة  شرحا وإعرابا وبلاغة لطلاب الجامعات
قصيدة البردة
شرحا وإعرابا وبلاغة لطلاب الجامعات



قال البوصيري

1 - أمن تذكّر جيران بذي سلم ... مزجت دمعا جرى من مقلة بدم
اللغة:
ذي سلم: موضع بين مكة والمدينة.
المعنى:
جرّد الشاعر من نفسه شخصا اخر فقال له: ما بال دمعك قد أصبح غزيرا حتى مال إلى حمرة الدم ؟ ألأجل تذكّرك الأحباب القاطنين بذي سلم ؟
الإعراب:
أمن: الهمزة: حرف استفهام، من: حرف جر.
تذكّر: اسم مجرور ب (من) . وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (مزجت) .
جيران: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وهو من إضافة المصدر إلى مفعوله بعد حذف فاعله، والأصل تذكرك جيرانا.
بذي: الباء: حرف جر، ذي: اسم مجرور بالباء. وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (جيران) ، تقديرها: مقيمين.
سلم: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
مزجت: فعل ماض مبني على السكون الظاهر، لاتصاله بضمير رفع متحرك. والتاء:
ضمير متصل مبنى على الفتح، في محل رفع فاعل.
دمعا: مفعول به منصوب ل (مزجت) ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
جرى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف، للتعذر. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو، يعود إلى (دمعا) .
من مقلة: من: حرف جر، مقلة: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلقان ب (جرى) .
بدم: الباء: حرف جر، دم: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة والجار والمجرور متعلقان ب (مزجت) .
جملة مزجت: ابتدائية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة جرى: في محل نصب، صفة ل (دمعا) ، وهي جملة فعلية.

الصورة البيانية:
في قوله (مزجت دمعا) كناية عن صفة، وهي كثرة البكاء.

2 - أم هبّت الرّيح من تلقاء كاظمة ... وأومض البرق في الظّلماء من إضم
اللغة:
تلقاء: جهة. كاظمة وإضم: موضعان. أومض: لمع.
المعنى:
يتابع كلامه فيقول: أم إن هذا البكاء قد هيجه هبوب الرياح من جهة مساكنهم في موضع كاظمة ، ولمع البرق من جهتهم في إضم ، فتحركت لأجل ذلك أشجانك وأحزانك!.
الإعراب:
أم: حرف عطف هنا للمفردات.
هبت: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر. والتاء: حرف تأنيث، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين. والفعل مؤول بمصدر مجرور معطوف ب (أم) على (تذكر) والتقدير: أم من هبوب الريح. والأصل: أم من أن هبّت.
الريح: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
من تلقاء: من: حرف جر، تلقاء: اسم مجرور ب (من) . وعلامة جره الكسرة الظاهرة والجار والمجرور متعلقان ب (هبت) ، وهو مضاف.
كاظمة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
وأومض: الواو: حرف عطف هنا للجمل. أومض: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر. والفعل مؤول بمصدر مجرور معطوف على (هبوب) ، تقديره: من هبوب وإيماض.
البرق: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
في الظلماء: في: حرف جر، والظلماء: اسم مجرور ب (في) وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان ب (أومض) .
من إضم: من: حرف جر، إضم: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان ب (أومض) .
جملة هبت الريح: صلة الحرف المصدري المحذوف بالقاعدة (العطف والبدل على نية تكرار العامل) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة أومض البرق: معطوفة على جملة هبت الريح، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
3 - فما لعينيك إن قلت اكففا همتا ... وما لقلبك إن قلت استفق يهم
اللغة:
همتا: سالتا بالدمع. يهم: الهيام كالجنون من العشق، ورجل هيمان: شديد الحب.
المعنى:
لما حاول المسؤول الإنكار قال له: إذا كنت صادقا في إنكار الحب، فما بال عينيك كلما أمرتهما بأن تجسا دمعهما امتنعتا؟ وما بال قلبك كلما زجرته عن غمرة العشق هام فيه؟.
الإعراب:
فما: الفاء: الفصيحة، أي تفصح عن شرط مقدّر قبلها، ما: اسم استفهام مبني على السكون، في محل رفع مبتدأ.
لعينيك: اللام: حرف جر، عينيك: اسم مجرور باللام، وعلامة جره الياء لأنه مثنى، وهو مضاف. والكاف: ضمير متصل مبني على الفتح، في محل جر بالإضافة.
والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف ل (ما) ، والتقدير: ما حادث لعينيك.
إن: حرف شرط جازم.
قلت: فعل ماض، مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، في محل جزم ب (إن) . والتاء: ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
اكففا: فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بألف الاثنين. والألف: ضمير متصل مبني على السكون، في محل رفع فاعل.
همتا: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين قبل دخول الألف، والتاء حرف تأنيث، ثم حركت تاء التأنيث لمناسبة الألف بعدها، والفعل في محل جزم جواب الشرط. والألف ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
وما: الواو: حرف عطف هنا للجمل. ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
لقلبك: اللام: حرف جر. قلبك: اسم مجرور باللام وعلامة جره الكسرة. والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف ل (ما) . والتقدير: ما حادث لقلبك؟
يهم: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وعلامة جزمه السكون، ثم حرك بالكسر للقافية. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره (هو) .
جملة ما حادث لعينيك: واقعة في جواب شرط غير جازم (إذا) لأنه أقرب إلى اليقين، مقدر قبل الفاء الفصيحة، وهي جملة اسمية.
جملة إن قلت اكففا همتا: استئناف بياني؛ أي جواب سؤال مقدّر هو: ماذا يريبك من عينيّ؟ ولا تصح الحالية في قول الشاعر، كما تصحّ في قولنا (ما لعينيك هاميتين؟) لأن الشرط استقبالي، والاستقبال مخالف للحال، ولهذا لا تكون الحال شرطا ولا العكس.
جملة قلت: ابتدائية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة اكففا: في محل نصب، مقول القول، وهي جملة فعلية.
جملة همتا: جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة ما حادث لقلبك: معطوفة على (ما لعينيك) وهي جملة اسمية.
جملة إن قلت استفق يهم: كأختها في صدر البيت.
جملة قلت: ابتدائية لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة استفق: في محل نصب، مقول القول، وهي جملة فعلية.
جملة يهم: جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
4 - أيحسب الصّبّ أنّ الحبّ منكتم ... ما بين منسجم منه ومضطّرم
اللغة:
الصب: العاشق. منسجم: منصبّ. مضطرم: ملتهب.

المعنى:
يتابع الشاعر مخاطبة المنكر للحب فيقول: لا يظننّ العاشق أنه سينجح في ستر حبه وكتمانه عن الناس وهو يتقلب بين دمع منهمر وقلب يحترق.
الإعراب:
أيحسب: الهمزة : حرف استفهام ، يحسب: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
الصب: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
أن: حرف مشبه بالفعل.
الحب: اسم (أن) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
منكتم: خبر (أن) مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. و (أنّ) وما بعدها في موضع مفعولي (يحسب) .
ما بين: ما: زائدة، بين: مفعول فيه ظرف مكان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، متعلق باسم الفاعل (منكتم) . وهو مضاف.
منسجم: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
ويجوز أن نقول:
ما: اسم موصول بمعنى الذي، مبني على السكون، في محل نصب، صفة ل (الحب) أو بدل منه. وتكون (بين) متعلقة بالصلة المحذوفة وتقديرها : يتبدّى.
منه: من: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل جر ب (من) .
والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل (منسجم) .
ومضطرم: الواو: حرف عطف، مضطرم: اسم معطوف على منسجم، مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وكل من (منسجم ومضطرم) صفة لموصوف محذوف، والتقدير: ما بين دمع منسجم وقلب مضطرم.
جملة يحسب الصب: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في قوله (مضطرم) استعارة شبّه شدة خفقان القلب باضطرام النار، بجامع الاضطراب في كلّ، ثم اشتق من الاضطرام بمعنى الخفقان مضطرم، فالاستعارة تصريحيّة تبعية.

5 - لولا الهوى لم ترق دمعا على طلل ... ولا أرقت لذكر البان والعلم
اللغة:
الطلل: ما شخص من اثار الديار وارتفع. البان والعلم: موضعان بالحجاز.
المعنى:
ويأتي الشاعر بأدلة على إنكار الحب فيقول: لولا أنك عاشق ومحب، لما سالت دموعك الحارة على اثار ديار الأحباب، ولا أسهر جفنك ذكر أماكنهم عند البان والعلم.
الإعراب:
لولا: حرف شرط غير جازم أو حرف امتناع لوجود.
الهوى: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر. والخبر محذوف وجوبا، لأنه كون عام، والتقدير: لولا الهوى موجود.
لم: حرف جازم.
ترق: فعل مضارع مجزوم ب (لم) ، وعلامة جزمه السكون الظاهر، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
دمعا: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
على طلل: على: حرف جر، طلل: اسم مجرور ب (على) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان ب (ترق) .
ولا: الواو: حرف عطف هنا للجمل. لا: حرف نفي.
أرقت: فعل ماض، مبني على السكون، لاتصاله بضمير رفع متحرك. والتاء: ضمير متصل مبني على الفتح، في محل رفع فاعل.
لذكر: اللام: حرف جر. ذكر: اسم مجرور باللام، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان ب (أرقت) . وهو مضاف.
البان: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والعلم: الواو: حرف عطف. العلم: اسم معطوف على البان مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
جملة لولا الهوى لم ترق: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة شرطية.
جملة الهوى (موجود) : ابتدائية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية.
جملة لم ترق: جواب شرط غير جازم، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة لا أرقت: معطوفة على جملة (لم ترق) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
6 - فكيف تنكر حبّا بعد ما شهدت ... به عليك عدول الدّمع والسّقم
اللغة:
عدول: جمع عدل بمعنى عادل. السقم: المرض.
المعنى:
يتابع الشاعر مخاطبة المسؤول فيقول: كيف لك أن تجحد الحب ولا تعترف به، بعد أن شهد عليك به شاهدا عدل من الدموع الهاطلة والضعف الظاهر عليك؟
الإعراب:
فكيف: الفاء: الفصيحة، والتقدير: إذا قامت عليك الأدلة فكيف تنكر حبا. كيف:
اسم استفهام، مبني على الفتح، في محل نصب، حال من فاعل (تنكر) .
تنكر: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
حبا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على اخره.
بعد: مفعول فيه ظرف زمان، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، متعلق ب (تنكر) . وهو مضاف.
ما: مصدرية.
شهدت: فعل ماض، مبني على الفتح الظاهر. والتاء: حرف تأنيث. والمصدر المؤول من (ما) و (شهدت) مجرور بالإضافة، والتقدير: بعد شهادة الدمع والسقم.
ويجوز أن نعرب (ما) اسما موصولا بمعنى الذي في محل جر بالإضافة.
به: الباء: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر، في محل جر بالباء. والجار والمجرور متعلقان ب (شهدت) .
عليك: على: حرف جر. والكاف: ضمير متصل مبني على الفتح، في محل جر ب (على) . والجار والمجرور متعلقان ب (شهدت) .
عدول: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف.
الدمع: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والسقم: الواو: حرف عطف، السقم: اسم معطوف على (الدمع) ، مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
جملة تنكر: واقعة في جواب شرط مقدر غير جازم، وهي جملة فعلية.
جملة شهدت عدول: صلة الموصول الحرفي أو الاسمي، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في قوله (شهدت) استعارة. شبه الدلالة الواضحة على عشقه بالشهادة، بجامع الوضوح في كل، ثم اشتق من الشهادة بمعنى الدلالة (شهدت) ، فالاستعارة تصريحية تبعيّة.
ويجوز أن نقول: شبه الدمع والسقم بشاهدين أمام قاض، بجامع الإبانة في كل، ثم حذف المشبه به وكنى عنه بشيء من لوازمه وهو (شهدت) ، فالاستعارة مكنية.

7 - وأثبت الوجد خطّي عبرة وضنى ... مثل البهار على خدّيك والعنم
اللغة:
الوجد: الحزن. العبرة: الدمعة. الضنى: المرض. البهار: ورد أصفر طيب الرائحة.
العنم: ثمر أحمر لا يؤكل.
المعنى:
يتابع الشاعر فيقول: وكيف تنكر الحب بعد أن طبع الحزن الناشئ عنه علامتين بارزتين على خديك، كل من راهما يعرف الحب من وجهك. إحداهما الدموع الممزوجة بالدماء وكأنها ثمر العنم الأحمر، وثانيتهما صفرة الخدود الناشئة عن الضعف والهزال وكأنها ورد البهار الأصفر؟!.
الإعراب:
وأثبت: الواو: حرف عطف هنا للجمل. أثبت: فعل ماض، مبني على الفتح الظاهر.
الوجد: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
خطّي: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى. وهو مضاف.
عبرة: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
وضنى: الواو: حرف عطف. ضنى: اسم معطوف على (عبرة) مجرور، وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف المحذوفة لفظا، المثبتة كتابة لالتقاء الساكنين.
مثل: صفة أو حال من (خطي) منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة. وهو مضاف.
البهار: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
على خديك: على: حرف جر، خديك: اسم مجرور ب (على) ، وعلامة جره الياء لأنه مثنى. وهو مضاف. والكاف: ضمير متصل مبني على الفتح، في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان ب (أثبت) ، أو بصفة محذوفة ل (خطي عبرة وضنى) .
والعنم: الواو: حرف عطف، العنم: اسم معطوف على (البهار) مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
جملة أثبت الوجد: معطوفة على جملة (شهدت عدول) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
الصور البيانية:
في قوله (أثبت الوجد) مجاز عقلي، لأن إسناد الإثبات إلى الوجد غير حقيقي. وهو من إسناد الفعل إلى سببه.
في قوله (خطي عبرة.. الخ) تشبيهان: كل منهما تشبيه مرسل مجمل، شبه العبرة بالعنم وحذف وجه الشبه وهو الحمرة. وشبه الضنى الظاهر على الوجه بالبهار، وحذف وجه الشبه وهو الصفرة. وذكر أداة التشبيه وهي (مثل) .

8 - نعم سرى طيف من أهوى فأرّقني ... والحبّ يعترض الّلذّات بالألم
اللغة:
الطيف: الخيال.
المعنى:
لما اتضح حال المنكر، اعترف بحبه وذكر سبب تذكره لهم فقال: صدقت فيما نسبته إلي من الحب، ولقد مر بي خيال من أحب ليلا، فأسهر جفني وأبعد النوم عن عيني، وهذا شأن الحب، ينغص على المحب ملذاته ويحول بينه وبينها بما يهيّجهه فيه من أوجاع وأحزان.
الإعراب:
نعم: حرف جواب.
سرى: فعل ماض، مبني على الفتح المقدر على الألف، للتعذر.
طيف: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف.
من: اسم موصول بمعنى الذي، مبني على السكون، في محل جر بالإضافة.
أهوى: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.
فأرقني: الفاء: حرف عطف هنا للجمل، أرقني: فعل ماض، مبني على الفتح الظاهر.
والنون: للوقاية. والياء: ضمير متصل مبني على السكون، في محل نصب، مفعول به.
والحب: الواو: حالية، والحب: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
يعترض: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
اللذات: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة، لأنه جمع مؤنث سالم.
بالألم: الباء: حرف جر، الألم: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان ب (يعترض) .
جملة سرى طيف: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة أهوى: صلة الموصول الاسمي، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة أرقني: معطوفة على جملة (سرى) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة الحب يعترض: في محل نصب، حال من الياء في (أرقني) ، وهي جملة اسمية كبرى ذات وجهين.
جملة يعترض: في محل رفع، خبر (الحب) ، وهي جملة فعلية صغرى.

9 - يا لائمي في الهوى العذريّ معذرة ... منّي إليك ولو أنصفت لم تلم
اللغة:
العذري: نسبة إلى بني عذرة، وهي قبيلة اشتهر رجالها بالعشق، ونساؤها بفرط العفاف.
المعنى:
لما لام السائل المحب، رد عليه لومه فقال: يا من تلومني في حبي العذري العفيف، لو كنت عادلا في حكمك لما لمتني وعذلتني.
الإعراب:
يا لائمي: يا: أداة نداء، لائمي: منادى مضاف، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء، وهو مضاف. والياء: ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر بالإضافة.
في الهوى: في: حرف جر، الهوى: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر. والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل (لائمي) .
العذري: صفة ل (الهوى) مجرورة، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة.
معذرة: مفعول مطلق نائب عن فعله، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
والتقدير: أعذرك.
مني: من: حرف جر، والنون الثانية: حرف وقاية. والياء: ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر ب (من) . والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (معذرة) .
إليك: إلى: حرف جر. والكاف: ضمير متصل مبني على الفتح، في محل جر ب (إلى) والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (معذرة) .
ولو: الواو: استئنافية، لو: حرف شرط غير جازم، أو حرف امتناع لامتناع.
أنصفت: فعل ماض، مبني على السكون، لاتصاله بضمير رفع متحرك. والتاء: ضمير متصل مبني على الفتح، في محل رفع فاعل.
لم تلم: لم: حرف جازم، تلم: فعل مضارع مجزوم ب (لم) ، وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر للقافية.
جملة (أعذرك) معذرة: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة أنصفت: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة لم تلم: جواب شرط غير جازم، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
10 - عدتك حالي لا سرّي بمستتر ... عن الوشاة، ولا دائي بمنحسم
اللغة:
عدتك: بلغتك وجاوزتك، من عدوته أي تجاوزته إلى غيره. الوشاة: جمع واش، وهو الذي يشي الكذب بين الناس، أي يزينه ويزخرفه للإفساد بينهم، منحسم: منقطع.
المعنى:
قد بلغتك حالي، وتعرّفت لوعتي وغرامي، وبات ما خفي مني مكشوفا للوشاة، ولم تنقطع معاناتي وأسقامي بوصل الحبيب ومؤانسته.
الإعراب:
عدتك: فعل ماض، مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.
والتاء: حرف تأنيث. والكاف: ضمير متصل مبني على الفتح، في محل نصب، مفعول به.
حالي: فاعل مرفوع. وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء قبل بنائها على الفتح من أجل الوزن الشعري. وهو مضاف. والياء: ضمير متصل مبني على الفتح، في محل جر بالإضافة.
لا: نافية تعمل عمل ليس، بدليل زيادة الباء في خبرها.
سري: اسم (لا) مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء، وهو مضاف. والياء: ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر بالإضافة.
بمستتر: الباء: حرف جر زائد، مستتر: اسم مجرور لفظا بالباء، منصوب تقديرا، خبر (لا) .
عن الوشاة: عن: حرف جر، والوشاة: اسم مجرور ب (عن) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل (مستتر) .
ولا: الواو: حرف عطف هنا للجمل، لا: نافية تعمل عمل ليس.
جملة عدتك حالي: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة لا سري بمستتر: في محل نصب، حال من الياء في (حالي) ، وهي جملة اسمية. أو استئنافية للتعليل، لا محل لها من الإعراب.
جملة لا دائي بمنحسم: معطوفة على جملة (لا سري بمستتر) ، وهي جملة اسمية.

الصورة البيانية:
في قوله (لا سري بمستتر) استعارة. شبّه انكتام السر بالاستتار، بجامع الخفاء في كل، ثم اشتق من الاستتار بمعنى الانكتام مستتر بمعنى منكتم، فالاستعارة تصريحيه تبعية.

11 - محضتني النّصح لكن لست أسمعه ... إنّ المحبّ عن العذّال في صمم
اللغة:
محضتني: المحض: الخالص الذي لم يخالطه غيره. العذّال: جمع عاذل وهو اللائم.
المعنى:
قد أسديت إلي النصح الخالص عن الأغراض والشوائب، ولكن هيهات أن أسمعه وأقبله، فالمحب أصم عن لوم كل اللائمين.
الإعراب:
محضتني: فعل ماض، مبني على السكون الظاهر، لاتصاله بضمير رفع متحرك. والتاء:
ضمير متصل مبني على الفتح، في محل رفع فاعل. والنون: حرف وقاية.
والياء: ضمير متصل مبني على السكون، في محل نصب، مفعول به.
النصح: مفعول به ثان، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
لكن: حرف استدراك.
لست: فعل ماض ناقص، مبني على السكون الظاهر، لاتصاله بضمير رفع متحرك.
والتاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل رفع، اسم (ليس) .
إن: حرف مشبه بالفعل.
المحب: اسم (إن) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
عن العذال: عن: حرف جر. العذال: اسم مجرور ب (عن) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالمصدر (صمم) .
في صمم: في: حرف جر، صمم: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف ل (إن) .
جملة محضتني: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة لست أسمعه: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة أسمعه: في محل نصب، خبر (ليس) ، وهي جملة فعلية.
جملة إن المحب في صمم: استئنافية تعليلية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية.
الصورة البيانية:
في قوله (لست أسمعه) استعارة. شبه عدم القبول بعدم السماع، بجامع عدم الاستجابة في كل. ثم اشتق من السماع بمعنى القبول أسمعه، فالاستعارة تصريحيه تبعية. والشطر الثاني ترشيح ل (لست أسمعه) ، لأن الصمم تأكيد لهذه الاستعارة.
12 - إنّي اتّهمت نصيح الشّيب في عذل ... والشّيب أبعد في نصح عن التّهم
المعنى:
والحق أني أشك في كل ما ينصحني به شيبي من التزام الوقار رغم أنه أبعد النصحاء عن التهمة والريبة.
الإعراب:
إني: إن: حرف مشبه بالفعل، والياء: ضمير متصل مبني على السكون، في محل نصب، اسمها.
نصيح: مفعول به، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وهو مضاف.
الشيب: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
في عذل: في: حرف جر، عذل: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان ب (اتهمت) وتنوين (عذل) عوض عن مضاف إليه محذوف وأصل المعنى: في عذله إياي.
والشيب: الواو: حالية، الشيب: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
أبعد: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
في نصح: في: حرف جر، نصح: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان ب (التهم) لأنه جمع تهمة وهي اسم مصدر.
عن التهم: عن حرف جر. التهم: اسم مجرور ب (عن) وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلقان باسم التفضيل (أبعد) .
جملة إني اتهمت: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية كبرى ذات وجهين.
جملة اتهمت: في محل رفع، خبر (إن) ، وهي جملة فعلية صغرى.
جملة الشيب أبعد: في محل نصب، حال من (الشيب) الأولى، وهي جملة اسمية.
الصورة البيانية:
في قوله (نصيح الشيب) استعارة. شبه الشيب بإنسان ينصح، بجامع الإنذار في كل، وحذف المشبه به وكنى عنه بشيء من لوازمه وهو النصح، فالاستعارة مكنية.

13 - فإنّ أمّارتي بالسّوء ما اتّعظت ... من جهلها بنذير الشّيب والهرم
المعنى:
وإنما وصلت إلى حالة اتهام الشيب فيما مضى، لأن نفسي الأمارة بالسوء قد غلبت عليّ، فباتت لا تتعظ بتخويف الشيب وإنذار الشيخوخة بقرب الأجل.
الإعراب:
فإنّ: الفاء: استئنافية تعليلية، إن: حرف مشبه بالفعل.
أمّارتي: اسم (إن) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء. وهو مضاف. والياء:
ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر مضاف إليه.
بالسوء: الباء: حرف جر، السوء: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان ب (أمّارتي)
ما اتّعظت: ما: حرف نفي. اتعظ: فعل ماض، مبني على الفتح الظاهر. والتاء:
حرف تأنيث. والفاعل: ضمير مستتر جوازا تقديره هي.
من جهلها: من: حرف جر، جهل: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وهو مضاف. وها: ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر، مضاف إليه. والجار والمجرور في موضع المفعول لأجله غير الصريح.
بنذير: الباء حرف جر، نذير: اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار المجرور متعلقان ب (اتعظت) وهو مضاف.
الشيب: مضاف إليه، مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وهو من إضافة المصدر إلى فاعله. والتقدير: بإنذار الشيب والهرم.
والهرم: الواو: حرف عطف، الهرم: اسم معطوف على (الشيب) ، مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
جملة إن أمّارتي ما اتّعظت: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية كبرى ذات وجهين.
جملة اتعظت: في محل رفع، خبر (إن) ، وهي جملة فعلية صغرى.
الصورة البيانية:
في قوله (نذير الشيب والهرم) استعارة. شبه الشيب والهرم بإنسان ينذر ويحذر، بجامع التحذير في كل، ثم حذف المشبه به وكنى عنه بشيء من لوازمه وهو الإنذار، فالاستعارة مكنية.

14 - ولا أعدّت من الفعل الجميل قرى ... ضيف ألمّ برأسي غير محتشم
اللغة:
قرى: قرى الضيف قرى أضافه وأحسن إليه. ألمّ: نزل.
المعنى:
ولم تهيّئ نفسي- لفرط جهلها- من الأعمال الصالحة ما يكون إكراما لهذا الضيف الذي حل برأسي واتسع فيه رويدا رويدا من غير استحياء.

الإعراب:
ولا: الواو: حرف عطف على (ما اتعظت) ، لا: نافية.
من الفعل: من: حرف جر، والفعل: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (قرى) .
الجميل: صفة مجرورة، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة.
قرى: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. وهو مضاف.
ضيف: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
ألمّ: فعل ماض، مبني على الفتح الظاهر. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
برأسي: الباء: حرف جر. رأسي: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء.
وهو مضاف. والياء: ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان ب (ألمّ) .
غير: حال من فاعل (ألم) منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة.
وهو مضاف.
محتشم: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
جملة أعدت: معطوفة على جملة (اتعظت) في محل رفع، وهي جملة فعلية.
جملة ألمّ: في محل جر، صفة (ضيف) ، وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
شبّه الشيب بالضيف، فقلنا: تشبيه.
ثم حذف المشبّه (الشيب) وصرّح بالمشبّه به (الضيف) فقلنا: استعارة تصريحية.
ثم أضاف إليها تشبيها اخر هو تشبيه العمل الصالح بقرى الضيف، بجامع الإحسان فيهما، فزادت العناصر فيها فقلنا: صارت التصريحية (استعارة تمثيليّة) .

15 - لو كنت أعلم أنّي ما أوقّره ... كتمت سرّا بدا لي منه بالكتم
اللغة:
أوقّره: أعظّمه. سرّا: المراد به هنا الشيب الذي يظهر أولا. الكتم: نبت يخضب به كالحنّاء.
المعنى:
لو كنت أعرف أنني لن أحسن وفادة هذا الضيف، ولن أعطيه حقه من الاحترام بترك القبائح وفعل الجميل، لسترت بواكيره بالحناء فلا يلومني أحد على أفعالي وسيرتي.
الإعراب:
لو: حرف شرط غير جازم. أو حرف امتناع لامتناع.
كنت: فعل ماض ناقص، مبني على السكون الظاهر. والتاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل رفع اسمها.
أني: أن: حرف مشبه بالفعل، والياء: ضمير متصل مبني على السكون، في محل نصب اسمها.
ما: حرف نفي، يصلح للماضي والحاضر دون المستقبل.
أوقّره: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل نصب، مفعول به. و (أني ما أوقّره) في موضع «1» مفعولي (أعلم) لأنه من أفعال القلوب.
لي: اللام: حرف جر، والياء: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلقان ب (بدا) .
منه: من: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل جر ب (من) . والجار والمجرور متعلقان ب (بدا) .
بالكتم: الباء: حرف جر، الكتم: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان ب (كتمت) .
جملة لو كنت.. كتمت: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة شرطية كبرى.
جملة أعلم: في محل نصب خبر (كان) ، وهي جملة فعلية صغرى.
جملة أوقره: في محل رفع، خبر (أن) .
جملة كتمت: جواب شرط غير جازم، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة بدا: في محل نصب، صفة (سرا) ، وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في قوله (كتمت سرا) استعارة. شبه إخفاء الشيب بكتمان السر، بجامع الإخفاء في كل، ثم اشتق من الكتمان بمعنى الإخفاء كتمت، فالاستعارة تصريحية تبعية.
__________
(1) ولا نقول: إنّه (مصدر مؤول سدّ مسد مفعولين) لأنّ المصدر المؤول اسم واحد؛ أي مفعول واحد، ولا يسدّ الاسم الواحد مسدّ اثنين.
16 - من لي بردّ جماح من غوايتها ... كما يردّ جماح الخيل باللّجم
اللغة:
جماح: الجموح هو الذي يركب هواه فلا يمكن رده. الغواية: الضلالة وعدم الرشد. اللجم: جمع لجام وهو ما يوضع في فم الفرس.

المعنى:
لما لم تتعظ نفسه بواعظ الشيب استعطف فقال: من يتكفل لي بصرف نفسي عما هي عليه من الاندفاع في الغواية والضلالة، ويضبطها كما يضبط الحصان الهائج باللجام الذي يشد في فمه.

الإعراب:
من: اسم استفهام، مبني على السكون، في محل رفع مبتدأ.
لي: اللام: حرف جر، الياء: ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر باللام.
والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف ل (من) ، والتقدير: من متكفل لي.
برد: الباء: حرف جر، ردّ: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بخبر (من) المحذوف والتقدير (متكفّل) .
جماح: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة «1» .
__________
(1) إذا قرأنا (جماح) بفتح الجيم وبناء الحاء على الكسر تصبح كلمة (جماح) عندئذ صفة ذم لنفسه الجامحة. والصفة تنوب عن الموصوف كثيرا، فنستغني عندئذ عن التكلف القبيح في تقدير كلمة (نفس) الّتي أعدنا إليها الهاء في (غوايتها) فإن قيل: (فعال) خاص بالنداء ولا نداء هنا، قلنا: نقيسه على بيت الحطيئة: ( ... الى بيت قعيدته لكاع) وليس فيه نداء. والحطيئة قديم يحتج به شعرا. ونرجح أن هذا مراد البوصيري، فضلا عن الجناس في جماح وجماح. (المراجع)
من غوايتها: من: حرف جر، غوايتها: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وهو مضاف. وها: - العائد إلى كلمة (نفس) المحذوفة- ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (جماح) والتقدير: جماح نفس ناشئ من غوايتها.
كما: الكاف: اسم بمعنى مثل، مبني على الفتح، في محل نصب، مفعول مطلق نائب عن المصدر. والتقدير: من لي برد جماح ردا مثل رد.. ما: مصدرية.
يرد: فعل مضارع مبني للمجهول، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. والمصدر المؤول من (ما) والفعل مجرور بالإضافة.
جماح: نائب فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف.
الخيل: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
باللجم: الباء: حرف جر، اللجم: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان ب (يرد) .
جملة من لي: استئنافية لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية.
جملة يرد جماح: صلة الموصول الحرفي، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.

الصورة البيانية:
في البيت تشبيه. طلب الشاعر من يدله على طريقة يرد بها جماح نفسه ردا محكما، مثل رد جماح الخيل باللجام، فذكر الأداة وحذف وجه الشبه، فالتشبيه مرسل مجمل. والتقدير: من يرد جماحها ردا مثل رد جماح الخيل؟!.
17 - فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها ... إنّ الطّعام يقوّي شهوة النهّم
اللغة:
لا ترم: لا تطلب. النهم: الشديد الشهوة إلى الطعام.

المعنى:
لما طرح سؤاله السابق، استشعر قائلا يقول له: لا تأمل أن تصرف شهوة نفسك وتدفعها ما دمت مقيما على الشهوات والمعاصي، فإن ذلك يزيدها غواية وضلالة كما يزداد الشره إلى الطعام شرها كلما وضعنا الطعام أمامه.

الإعراب:
فلا: الفاء: الفصيحة، والتقدير: إذا أردت رد جماح نفسك فلا ترم ذلك مع الاستمرار في المعاصي. لا: ناهية جازمة.
ترم: فعل مضارع مجزوم ب (لا) ، وعلامة جزمه السكون الظاهر. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
بالمعاصي: الباء: حرف جر، المعاصي: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء، للثقل. والجار والمجرور متعلقان بالمصدر (كسر) .
كسر: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وهو مضاف.
شهوتها: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وها: ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر، مضاف إليه.
إن: حرف مشبه بالفعل.
الطعام: اسم (إن) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
يقوّي: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل.
والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو، يعود إلى (الطعام) .
جملة لا ترم: واقعة في جواب شرط مقدر، وهي جملة فعلية.
جملة إن الطعام يقوي: استئناف بياني (جواب سؤال محذوف) لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية كبرى ذات وجهين.
جملة يقوي: في محل رفع خبر (إن) ، وهي جملة فعلية صغرى.

الصورة البيانية:
في البيت تشبيه ضمني، شبه النفس تقوى شهوتها بالمعاصي، بالنهم تقوى شهوته بكثرة الطعام.

18 - والنّفس كالطّفل إن تهمله شبّ على ... حبّ الرّضاع، وإن تفطمه ينفطم
المعنى:
والنفس في تعلقها بالأشياء كالطفل الرضيع؛ إن تركته على ما ألفه من الرضاع بلغ أوان الشباب وهو محب له، وإن تمنعه منه يمتنع. وكذلك النفس إن تركتها على ما ألفته من المعاصي دامت عليه، وإن منعتها امتنعت.

الإعراب:
والنفس: الواو: استئنافية، والنفس: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
كالطفل: الكاف: حرف جر. الطفل: اسم مجرور بالكاف، وعلامة جره الكسرة
الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف ل (النفس) .
إن: حرف شرط جازم لفعلين.
تهمله: فعل مضارع مجزوم ب (إن) ، وعلامة جزمه السكون الظاهر. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب، مفعول به.
شب: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر، في محل جزم جواب الشرط. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
على حب: على: حرف جر، حب: اسم مجرور ب (على) وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بفعل (شبّ) .
وإن: الواو: حرف عطف هنا للجمل، إن: حرف شرط جازم لفعلين.
تفطمه: فعل مضارع مجزوم (بإن) وعلامة جزمه السكون الظاهر، والفاعل أنت، والهاء مفعول به.
ينفطم: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، ثم حرك بالكسر للقافية. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
جملة والنفس كالطفل: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية.
جملة إن تهمله شبّ: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة شرطية، ولذلك كانت استئنافية لا حاليّة.
جملة تهمله: ابتدائية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة شب: جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة إن تفطمه ينفطم: معطوفة على جملة (إن تهمله شب) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة شرطية.
جملة تفطمه: ابتدائية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.

جملة ينفطم: جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.

الصورة البيانية:
في البيت تشبيه مرسل مفصل، ذكرت فيه الأداة ووجه الشبه. شبه النفس بالطفل بجامع أن كلا ينشأ على ما تعوده.

19 - فاصرف هواها وحاذر أن تولّيه ... إنّ الهوى ما تولّى يصم أو يصم
اللغة:
توليه: تجعل له الولاية عليك. يصم: من أصمى الصيد إذا رماه فقتله. يصم: من الوصم وهو العيب والعار.

المعنى:
يتمم كلامه السابق فيقول: إذا علمت ذلك، فاعمل جاهدا على إبعاد هوى النفس وصرفها عما تطلبه من الملذات والشهوات، وإياك أن تجعل هواها امرا لك، فإن الهوى إذا تولى المرء فإما أن يقتله وإما أن يعيبه.

الإعراب:
فاصرف: الفاء: الفصيحة. اصرف: فعل أمر، مبني على السكون الظاهر. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
أن: حرف مصدريّ ناصب.
توليه: فعل مضارع منصوب ب (أن) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. والفاعل ضمير مستتر
وجوبا تقديره أنت، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل نصب، مفعول به. والمصدر المؤول من (أن) والفعل منصوب لأنه مفعول به.
إنّ: حرف مشبه بالفعل.
ما: اسم شرط جازم، مبني على السكون، في محل نصب مفعول به ل (تولى) .
تولى: فعل ماض، مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
يصم: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
أو: حرف عطف هنا للجمل.
يصم: فعل مضارع مجزوم لعطفه على مجزوم، وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر للقافية، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
جملة اصرف: واقعة في جواب شرط مقدر، وهي جملة فعلية.
جملة حاذر: معطوفة على جملة (اصرف) ، وهي جملة فعلية.
جملة توليه: صلة الموصول الحرفي، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة إن الهوى..: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية كبرى ذات وجهين.
جملة ما تولى يصم: في محل رفع، خبر (إن) ، وهي جملة شرطية صغرى.
جملة تولى: ابتدائية لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة يصم: جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة يصم: معطوفة على جملة (يصم) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.

الصورة البيانية:
في الشطر الثاني مجاز، أسند القتل والوصم إلى الهوى، فالمجاز عقلي، من إسناد الفعل إلى سببه.
20 - وراعها وهي في الأعمال سائمة ... وإن هي استحلت المرعى فلا تسم
اللغة:
راعها: لاحظها. سائمة: سامت الماشية رعت حيث شاءت.

المعنى:
على المرء أن يمسك نفسه وهواها في كل عمل صالح تتوجه إليه، فكيف إذا كان العمل غير صالح؟ كالراعي تماما، إذا استحلت أغنامه بقعة خضراء يحسن به أن يتحول بها إلى أخرى ليضمن بقاء زمام أمرها بيده.

الإعراب:
وراعها: الواو: حرف عطف هنا للجمل، راعها: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. وها: ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب، مفعول به.
وهي: الواو: حالية. هي: ضمير رفع منفصل، مبني على الفتح، في محل رفع مبتدأ.
في الأعمال: في: حرف جر. الأعمال: اسم مجرور ب (في) وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل (سائمة) .
وإن: الواو: استئنافية، إن: حرف شرط جازم.
هي: ضمير رفع منفصل، مبني على الفتح، في محل رفع فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور بعده.
استحلت: فعل ماض، مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.
والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي. والتاء: حرف تأنيث حرك بالكسر لالتقاء الساكنين.
فلا: الفاء: رابطة للجواب. لا: ناهية جازمة.
تسم: فعل مضارع مجزوم ب (لا) ، وعلامة جزمه السكون وحرك بالكسر للقافية.
جملة راعها: معطوفة على جملة اصرف، وهي جملة فعلية.
جملة وهي سائمة: في محل نصب، حال من الضمير في (راعها) ، وهي جملة اسمية.
جملة إن هي استحلت المرعى فلا تسم: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة شرطية.
جملة (استحلت) المرعى المحذوفة: ابتدائية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة استحلت المذكورة: تفسيرية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة تسم: جواب شرط جازم مقترن بالفاء، في محل جزم، وهي جملة فعلية.

الصورة البيانية:
في قوله (سائمة) استعارة: شبه إقبال النفس على ما تحب بسوم البهيمة في الفلاة، بجامع الانهماك مع عدم معرفة الأصلح، ثم اشتق من السوم بمعنى الاشتغال في العمل سائمة، فالاستعارة تصريحية تبعية.
ويجوز أن نجري الاستعارة في قرينتها فنقول: شبه النفس بالبهيمة، بجامع عدم معرفة الأصلح في كل، ثم حذف المشبه به وكنّى عنه بشيء من لوازمه وهو السوم، فالاستعارة مكنية.
وقوله (استحلت المرعى فلا تسم) ترشيح.
21 - كم حسّنت لذّة للمرء قاتلة ... من حيث لم يدر أنّ السّمّ في الدّسم
المعنى:
ولا تدع نفسك تتسلط عليك بأهوائها فتخدعك، فكثيرا ما تزين للإنسان الأعمال وتزخرفها له، من دون أن يشعر أن من ورائها الهلاك والموت.

الإعراب:
كم: خبرية، مبنية على السكون، في محل نصب، مفعول مطلق. والتقدير: كم تحسين حسنت.
للمرء: اللام: حرف جر. المرء: اسم مجرور باللام، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان ب (حسنت) أو باسم الفاعل (قاتلة) ، والأوّل أولى.
قاتلة: صفة ل (لذة) منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة.
من حيث: من: حرف جر، حيث: ظرف مبني على الضم، في محل جر ب (من) .
والجار والمجرور متعلقان ب (قاتلة) قياسا على إعراب (من مأمنه يؤتى الحذر) .
لم: حرف جازم.
يدر: فعل مضارع مجزوم ب (لم) ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
أن: حرف مشبه بالفعل.
السم: اسم (أن) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
في الدسم: في: حرف جر، الدسم: اسم مجرور ب (في) وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف ل (أن) . و (أنّ) وما بعدها في موضع مفعولي (يدر) لأنه من أفعال القلوب.

جملة حسنت: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة يدر: في محل جر بالإضافة، وهي جملة فعلية.

22 - واخش الدّسائس من جوع ومن شبع ... فربّ مخمصة شرّ من التّخم
اللغة:
الدسائس: جمع دسيسة وهي المكر الخفي. المخمصة: المجاعة. التخم: الواحدة منها تخمة، ما يصيبك من الطعام إذا استوخمته، واستوخم الطعام: لم يستمرئه ولم يحمد مغبته.

المعنى:
واحذر ما قد تغريك به النفس من إيثار للجوع تقشفا، أو إيثار للشبع تلذذا، فليست المخمصة شرا كلها، ولا التخمة كذلك.

الإعراب:
واخش: الواو: حرف عطف هنا للجمل. واخش: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
من جوع: من: حرف جر، جوع: اسم مجرور ب (من) وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (الدسائس) تقديرها اتية.
ومن شبع: الواو: حرف عطف. من: حرف جر. شبع: اسم مجرور ب من، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور معطوفان على (من جوع) .
فرب: الفاء: استئنافية تعليليّة، رب: حرف جر شبيه بالزائد.
مخمصة: اسم مجرور لفظا ب (رب) مرفوع تقديرا، مبتدأ.
شر: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
من التخم: من: حرف جر، التخم: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان باسم التفضيل (شر) .
جملة اخش: معطوفة على جملة (اصرف) في البيت (19) ، وهي جملة فعلية.
جملة رب مخمصة شر: استئنافية تعليلية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية.

23 - واستفرغ الدّمع من عين قد امتلأت ... من المحارم والزم حمية النّدم
المعنى:
ابك حتى تفرغ من الدمع عينك التي ملأتها إثما بالنظر إلى المحارم، واحرص على التوبة مما بدر منك وعلى الندم الذي يعصمك من المعاصي.

الإعراب:
واستفرغ: الواو: حرف عطف هنا للجمل، استفرغ: فعل أمر، مبني على السكون الظاهر والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
من عين: من: حرف جر. عين: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (استفرغ) .
قد: حرف تحقيق.
من المحارم: من: حرف جر، المحارم: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (امتلأت) .
جملة واستفرغ الدمع: معطوفة على جملة (اصرف) ، وهي جملة فعلية.

جملة امتلأت: في محل جر، صفة ل (عين) ، وهي جملة فعلية.
جملة الزم حمية: معطوفة على جملة (استفرغ) ، وهي جملة فعلية.

الصورة البيانية:
في قوله (امتلأت من المحارم) استعارة. شبه كثرة صور المحرمات في العين بالامتلاء، لأن الامتلاء غاية الكثرة، ثم اشتق من الامتلاء امتلأت، فالاستعارة تصريحية تبعية.
في قوله (حمية الندم) تشبيه. شبه الندم بالحمية، بجامع أن كلا يعصم صاحبه ويردعه، فالتشبيه بليغ، من إضافة المشبه به إلى المشبه.

24 - وخالف النّفس والشّيطان واعصهما ... وإن هما محضاك النّصح فاتّهم
اللغة:
محضاك: أخلصا لك النصح.

المعنى:
ولا تطع نفسك ولا الشيطان في شيء مما يأمرانك به أو ينهيانك عنه، ولا تمش وفق مرادهما، فإن زعما أنهما قد أخلصا لك النصح فانسبهما إلى الخيانة والخداع ولا تصدق قولهما، فإنهما عدوان مبينان لك.

الإعراب:
وخالف: الواو: حرف عطف، خالف: فعل أمر، مبني على السكون الظاهر. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

واعصهما: الواو: حرف عطف هنا للجمل، اعصهما: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة. وهما: ضمير متصل مبني على السكون، في محل نصب، مفعول به.
وإن: الواو: استئنافية. إن: حرف شرط جازم.
هما: ضمير رفع منفصل، مبني على السكون، في محل رفع فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور بعده.
محضاك: فعل ماض، مبني على الفتح الظاهر. والألف: ضمير متصل مبني في محل رفع، فاعل. والكاف: ضمير متصل مبني في محل نصب، مفعول به.
النصح: مفعول به ثان، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
فاتهم: الفاء: رابطة للجواب، اتهم: فعل أمر مبني على السكون، وحرك بالكسر للقافية.
جملة خالف: معطوفة على جملة (اصرف هواها) ، وهي جملة فعلية.
جملة اعصهما: معطوفة على جملة (خالف) في محل جزم، وهي جملة فعلية
جملة إن هما.. فاتهم: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة شرطية.
جملة (محضاك) المحذوفة: ابتدائية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة محضاك: تفسيرية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة اتهم: جواب شرط جازم مقترن بالفاء، في محل جزم، وهي جملة فعلية.

25 - ولا تطع منهما خصما ولا حكما ... فأنت تعرف كيد الخصم والحكم
المعنى:
ولا تطع من وضحت خصومته منهما ولا من ادّعى الحياد في الحكم، فمثلك لا يخفى عليه مكر الخصم ولا ممالأة الحكم، وكيد النفس والشيطان أشدّ.
الإعراب:
ولا: الواو: حرف عطف هنا للجمل، لا: حرف نهي وجزم.
تطع: فعل مضارع مجزوم ب (لا) ، وعلامة جزمه السكون الظاهر، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
منهما: من: حرف جر، هما: ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر ب (من) ، والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (خصما) .
خصما: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
ولا: الواو حرف عطف، لا: حرف نفي.
حكما: اسم معطوف على (خصما) ، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
فأنت: الفاء: استئنافية تعليليّة، أنت: ضمير رفع منفصل، مبني على الفتح، في محل رفع مبتدأ.
جملة لا تطع: معطوفة على جملة (خالف) ، وهي جملة فعلية.
جملة أنت تعرف: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية كبرى ذات وجهين.
جملة تعرف: في محل رفع، خبر (أنت) ، وهي جملة فعلية صغرى.

26 - أستغفر الله من قول بلا عمل ... لقد نسبت به نسلا لذي عقم
المعنى:
ولما أحسّ أنّه لا يعمل بما نصح به غيره استغفر الله من ذنبه معترفا أنّ من دعا إلى خلق ولم يعمل به كان كمن ينسب ذرية لمن لا يولد له.

الإعراب:
من قول: من: حرف جر، قول: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (أستغفر) .
بلا عمل: الباء: حرف جر، لا: حرف نفي، عمل: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (قول) والتقدير: حاصل.
لقد: اللام: واقعة في جواب قسم مقدر، قد: حرف تحقيق.
به: الباء: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر، في محل جر بالباء.
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (نسبت) .
نسلا: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
لذي: اللام: حرف جر، ذي: اسم مجرور باللام، وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان ب (نسبت) .
جملة أستغفر: استئنافية لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة نسبت: واقعة في جواب قسم مقدر، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.

الصورة البيانية:
في البيت تشبيه. شبه نفسه إذ ينصح غيره بما لا يفعله- والقول يقتضي عمل القائل بما يدعو إليه- بمن ينسب ذرية لمن لا يولد له، فالتشبيه ضمني.

27 - أمرتك الخير لكن ما ائتمرت به ... وما استقمت، فما قولي لك استقم؟
المعنى:
أمرتك بالأعمال الصالحة، ولكني لم أعمل بما أمرتك، ولم أستقم على الطاعة، فما معنى أمري إياك بالاستقامة إذا لم أستقم؟

الإعراب:
الخير: اسم منصوب بنزع الخافض لأن (أمر) يتعدى إلى الأول بنفسه وإلى الثاني بالباء «1»
لكن: حرف استدراك.
ما: حرف نفي.
به: الباء: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر، في محل جر بالباء.
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (ائتمرت) .
فما: الفاء: استئنافية، ما: اسم استفهام، مبني على السكون، في محل رفع، خبر مقدم.
قولي: مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء، وهو مضاف. والياء: ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر بالإضافة.
لك: اللام: حرف جر، الكاف: ضمير متصل مبني على الفتح، في محل جر باللام.
والجار والمجرور متعلقان بالمصدر (قولي) .
استقم: فعل أمر، مبني على السكون، وحرك بالكسر للقافية. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
جملة أمرتك: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة ائتمرت: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة استقمت: معطوفة على جملة (ائتمرت) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة ما قولي: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية.
جملة استقم: في محل نصب، مقول القول، وهي جملة فعلية.
__________
(1) نظيره قول الشاعر:
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به ... فقد تركتك ذا مال وذا نشب
شرح أبيات مغني اللبيب للبغدادي 5/ 299.

28 - ولا تزوّدت قبل الموت نافلة ... ولم أصلّ سوى فرض ولم أصم
المعنى:
ولم أحصّل من الطاعات والنوافل ما يكون زادا لي قبل نزول الموت، بل اقتصرت على الفرض من الصلاة والصوم.

الإعراب:
ولا: الواو: حرف عطف هنا للجمل، لا: حرف نفي.
قبل: مفعول فيه ظرف زمان، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، متعلق بالفعل (تزودت) وهو مضاف.
نافلة: مفعول به، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
ولم: الواو: حرف عطف هنا للجمل، لم: حرف جزم ونفي.
أصل: فعل مضارع مجزوم ب (لم) ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.
سوى: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف، للتعذر. وهو مضاف. ولم ينصب على الاستثناء لغياب المستثنى منه.
جملة تزودت: معطوفة على جملة (ائتمرت) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة لم أصل: معطوفة على جملة (ما ائتمرت) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة لم أصم: معطوفة على جملة (لم أصل) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في قوله (ولا تزودت نافلة) استعارة. شبه النافلة بالزاد، بجامع النفع في كل، ثم حذف المشبه به (الزاد) وكنى عنه بشيء من لوازمه (التزوّد) ، فالاستعارة مكنية.

29 - ظلمات سنّة من أحيا الظّلام إلى ... أن اشتكت قدماه الضّرّ من ورم
المعنى:
لما أخبر عن نفسه بكثرة التفريط وبتركه للنوافل قال: لقد أسرفت على نفسي وتركت الاقتداء بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والطريقة التي كان يحياها، فقد كان يكثر من العبادة والصلاة في الليالي المظلمة حتى تتنفخ قدماه من طول القيام.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تنفطر «1» قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا» [رواه الشيخان- اللؤلؤ والمرجان 3/ 372 وجامع الأصول لعبد القادر الأرناؤوط 6/ 64] .

الإعراب:
من: اسم موصول بمعنى الذي، مبني على السكون، في محل جر بالإضافة.
أحيا: فعل ماض، مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
إلى أن: إلى: حرف جر. أن: حرف مصدري.
__________
(1) تنفطر: تتشقق.
اشتكت: فعل ماض، مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والتاء: حرف تأنيث، والمصدر المؤول من (أن) واشتكت مجرور ب (إلى) ، وهما متعلقان ب (أحيا) .
قدماه: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى. وهو مضاف. والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل جر بالإضافة.
الضر: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
من ورم: من: حرف جر، ورم: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (الضر) والتقدير: اتيا أو كائنا. أو (من ورم) في موضع التمييز.
جملة ظلمات: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة أحيا: صلة الموصول الاسمي، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة اشتكت قدماه: صلة الموصول الحرفي (أن) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.

الصورة البيانية:
في قوله (أحيا الظلام) استعارة. الظلام كناية عن الليالي لأنه صفة غالبة لها، فيكون قوله (أحيا الظلام) مقابلا ل (أحيا ليله في الصلاة) . إذن شبه سهر الليالي بالإحياء أو الحياة، بجامع الفاعلية في كل [وهذا يقابل تشبيه النوم بالموت] فنشأت في البيت استعارة تصريحية تبعية.
في قوله (اشتكت قدماه) مجاز. أسند الشكوى إلى القدمين فالمجاز عقلي من إسناد الفعل إلى مكان حدوثه.

30 - وشدّ من سغب أحشاءه وطوى ... تحت الحجارة كشحا مترف الادم
اللغة:
السغب: الجوع. الكشح: الخاصرة. المترف: الناعم. الادم: الجلد.

المعنى:
كان عليه الصلاة والسلام يعصب بطنه الشريف من ألم الجوع، ويشد على خصره الناعم الحجر والحجرين تخفيفا لهذا الألم.
روى البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: «إنا كنا يوم الخندق نحفر، فعرضت كدية «1» شديدة، فجاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق. فقال:
أنا نازل، ثم قام وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا» «2» .

الإعراب:
من سغب: من: حرف جر، سغب: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور في موضع المفعول لأجله غير الصريح، وهذا إعرابهما فلا يتعلّقان.
تحت: مفعول فيه ظرف مكان، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. متعلق ب (طوى) . وهو مضاف.
كشحا: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
__________
(1) كدية: قطعة غليظة صلبة من الأرض لا تعمل فيها الفأس.
(2) ذواقا: طعاما.
مترف: صفة ل (كشحا) ، منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة. وهو مضاف.
جملة شد: معطوفة على جملة (أحيا) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة طوى: معطوفة على جملة (شد) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.

31 - وراودته الجبال الشّمّ من ذهب ... عن نفسه فأراها أيّما شمم
اللغة:
راودته على الأمر مراودة تلطّفت إليه كي يفعله. الشمم: ارتفاع الأنف، وهو كناية عن الرفعة وعلو النفس.

المعنى:
ورغم جوعه هذا، عرضت عليه الجبال العظيمة العالية لتكون ذهبا خالصا له، فترفع عنها غاية الترفع، وزهد فيها زهدا شديدا.
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عرض عليّ ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا، فقلت: لا يا رب، ولكن أشبع يوما، وأجوع يوما، فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك وإذا شبعت حمدتك وشكرتك» - رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن.

الإعراب:
وراودته: الواو: حرف عطف، راودته: فعل ماض، مبني على الفتح الظاهر. والتاء: حرف التأنيث. والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل نصب، مفعول به.

الجبال: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
الشم: صفة ل (الجبال) ، مرفوعة، وعلامة رفعها الضمة الظاهرة.
من ذهب: من: حرف جر، ذهب: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة ل (الجبال) .
عن نفسه: عن: حرف جر، نفسه: اسم مجرور ب (عن) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر، في محل جر بالإضافة.
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (راودته) .
فأراها: الفاء: حرف عطف هنا للجمل، أراها: فعل ماض، مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. وها: ضمير متصل مبني على السكون، في محل نصب، مفعول به.
أيما: أي: مفعول مطلق نائب عن المصدر، منصوب بمصدر محذوف منصوب لأنه مفعول ثان ل (أراها) ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. والتقدير: فأراها شمما أيّ شمم. وهي أيّ الكمالية. ما: زائدة.
شمم: مضاف إليه، مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
جملة راودته الجبال: معطوفة على جملة (أحيا) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة أراها: معطوفة على جملة (راودته) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.

الصورة البيانية:
في قوله (راودته الجبال) استعارة. شبه الجبال الذهبية بإنسان يراود الرسول صلى الله عليه وسلم ويتلطف إليه كي يترك دعوته، ثم حذف المشبه به وكنى عنه بشيء من لوازمه وهو المراودة، فالاستعارة مكنية.

32 - وأكّدت زهده فيها ضرورته ... إنّ الضّرورة لا تعدو على العصم
اللغة:
الضرورة: الفقر والحاجة. لا تعدو عليه: لا تظلمه ولا تجاوز الحد. العصم:
جمع عصمة وهي الحفظ والمنع، والمعنى ذوي العصم.

المعنى:
ولا أدل على صدق زهده في الدنيا وعزوفه عنها من رفضه الثراء الوفير وهو في أمسّ الحاجة والعوز، ولا غرو في ذلك، فالمعصوم لا يليّن الفقر عوده.

الإعراب:
وأكدت: الواو: حرف عطف هنا للجمل، أكدت: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر. والتاء: حرف تأنيث.
زهده: مفعول به مقدم، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. والهاء:
ضمير متصل مبني على الضم، في محل جر بالإضافة.
فيها: في: حرف جر، ها: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر ب (في) . والجار والمجرور متعلقان بالمصدر (زهده) .
ضرورته: فاعل مؤخر، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. الهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل جر بالإضافة.
إن: حرف مشبه بالفعل.
الضرورة: اسم (إن) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

لا تعدو: لا: حرف نفي، تعدو: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الواو، للثقل. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي.
على العصم: على: حرف جر، العصم: اسم مجرور ب (على) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تعدو) .
جملة أكدت ضرورته: معطوفة على جملة (أراها) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة إن الضرورة لا تعدو: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية كبرى ذات وجهين.
جملة تعدو: في محل رفع، خبر (إن) ، وهي جملة فعلية صغرى.

33 - وكيف تدعو إلى الدّنيا ضرورة من ... لولاه لم تخرج الدّنيا من العدم
المعنى:
وكيف يمكن لفقره أن يغريه بشيء من زخارف الدنيا وزينتها، وهو الذي لم تخلق الدنيا بما فيها إلا لأجله.
روى الحاكم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما اقترف ادم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد لمّا غفرت لي، فقال الله: يا ادم وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه؟ قال: يا رب لأنك لما خلقتني ونفخت فيّ من روحك، رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك، فقال الله: صدقت يا ادم، إنه لأحب الخلق إلي، ادعني بحقه فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك» قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.
الإعراب:
وكيف: الواو: استئنافية، كيف: اسم استفهام، مبني على الفتح، في محل نصب حال من فاعل (تدعو) .
تدعو: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعة الضمة المقدرة على الواو، للثقل.
إلى الدنيا: إلى حرف جر، الدنيا: اسم مجرور ب (إلى) ، وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف، للتعذر. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تدعو) .
ضرورة: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف.
من: اسم موصول بمعنى الذي، مبني على السكون، في محل جر بالإضافة.
لولاه: لولا: حرف شرط غير جازم، والهاء: ضمير متصل نائب عن الضمير المنفصل، مبني في محل رفع مبتدأ. وخبره محذوف وجوبا.
من العدم: من: حرف جر، العدم: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تخرج) .
جملة تدعو ضرورة: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة لولاه لم تخرج الدنيا: صلة الموصول الاسمي (من) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة شرطية.
جملة لم تخرج الدنيا: جواب شرط غير جازم، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.

34 - محمّد سيّد الكونين والثّقلي ... ن والفريقين من عرب ومن عجم
اللغة:
الكونين: الدنيا والاخرة. الثقلين: الجن والإنس.

المعنى:
وكيف لا تخلق الدنيا من أجله، وهو سيد الناس في الدنيا والاخرة وسيد الجن والإنس، وهو سيد العرب والعجم.

الإعراب:
محمد: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
سيد: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة وهو مضاف.
الكونين: مضاف إليه، مجرور، وعلامة جره الياء لأنه مثنى.
من عرب: من: حرف جر، عرب: اسم مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (الفريقين) . أو هما في موضع التمييز.
ومن عجم: الواو: حرف عطف. من: حرف جر، عجم: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور معطوفان على (من عرب) .
جملة محمد سيد: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية.

35 - نبيّنا الامر النّاهي فلا أحد ... أبرّ في قول لا منه ولا نعم
المعنى:
وهو رسول الله إلينا، امرنا بالخير والمعروف، ناهينا عن الشرور والمنكرات، وهو في كلا الحالين أصدق الناس في ما نهى عنه وفي ما أمر.
الإعراب:
نبينا: خبر لمبتدأ محذوف أو خبر ثان ل (محمد) ، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
وهو مضاف. نا: ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر بالإضافة.

الامر: خبر ثان، أو صفة، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
الناهي: خبر ثالث، أو صفة ثانية، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل.
فلا: الفاء: استئنافية، لا: نافية تعمل عمل ليس.
أحد: اسمها، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
أبر: خبرها، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
في قول: في: حرف جر، قول: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان باسم التفضيل (أبر) . وهو مضاف.
لا: في موضع المضاف إليه على الحكاية، لأن المراد لفظها.
منه: من: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل جر ب (من) .
والجار والمجرور متعلقان باسم التفضيل (أبر) .
ولا: الواو: حرف عطف. لا: حرف نفي.
نعم: معطوفة على (لا) المضاف إليه، في موضع جر على الحكاية، لأن المراد لفظها.
جملة (هو) نبينا: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية. وليست جملة إذا أعربنا (نبينا) خبرا ثانيا ل (محمد) .
جملة لا أحد أبر: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية.

36 - هو الحبيب الّذي ترجى شفاعته ... لكلّ هول من الأهوال مقتحم
اللغة:
الهول: الأمر الشديد المفزع. مقتحم: اقتحم الرجل الأمر: رمى بنفسه فيه من غير رويّة.

المعنى:
وهو النبي المحبوب في أمته، والمحب لها، والذي تؤمل شفاعته يوم القيامة للخلاص من الأهوال الشديدة التي يواجهها الناس كرها.

الإعراب:
هو: ضمير رفع منفصل، مبني على الفتح، في محل رفع مبتدأ.
الحبيب: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
الذي: اسم موصول، مبني على السكون، في محل رفع صفة ل (الحبيب) .
لكل: اللام: حرف جر، كل: اسم مجرور باللام، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (ترجى) .
من الأهوال: من: حرف جر، الأهوال: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (هول) .
مقتحم: صفة ثانية ل (هول) ، مجرورة، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة.
جملة هو الحبيب: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية.
جملة ترجى شفاعته: صلة الموصول الاسمي، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.

37 - دعا إلى الله فالمستمسكون به ... مستمسكون بحبل غير منفصم
اللغة:
المنفصم: المنقطع.
المعنى:
دعا هذا النبي الناس إلى الإيمان بدين الإسلام، فمن امن به وعمل بما جاء فقد اعتصم وتعلق بسبب متين لا ينقطع.

الإعراب:
دعا: فعل ماض، مبني على الفتح المقدر على الألف، للتعذر. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
إلى الله: إلى: حرف جر، الله: اسم مجرور ب (إلى) ، وعلامة جره الكسرة.
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (دعا) .
فالمستمسكون: الفاء: استئنافية. المستمسكون: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.
به: الباء: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بالباء. والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل (المستمسكون) .
مستمسكون: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.
بحبل: الباء: حرف جر. حبل: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل (مستمسكون) .
غير: صفة ل (حبل) ، مجرورة، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة، وهي مضاف.
منفصم: مضاف إليه، مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
جملة دعا: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة فالمستمسكون به مستمسكون: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية.

الصورة البيانية:
في قوله (مستمسكون بحبل) استعارة. شبه الدين بحبل متين، بجامع أن كلا منهما منقذ متين، ثم حذف المشبه وصرّح بالمشبه به، فالاستعارة تصريحية أصلية.

38 - فاق النّبيّين في خلق وفي خلق ... ولم يدانوه في علم ولا كرم
اللغة:
يدانوه: يقاربوه.

المعنى:
إنه عليه الصلاة والسلام قد سما على جميع الأنبياء في حسن صورته، وزاد عليهم في أخلاقه العالية، فلم يقاربه أحد منهم في علمه الواسع ولا في سخاء يديه.

الإعراب:
النبيين: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم.
في خلق: في: حرف جر. خلق: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (فاق) .
وفي خلق: الواو: حرف عطف، في: حرف جر، خلق: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور معطوفان على (في خلق) .
ولم: الواو: حرف عطف هنا للجمل. لم: حرف جازم.
يدانوه: فعل مضارع مجزوم ب (لم) وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. والواو: ضمير متصل مبني على السكون، في محل رفع فاعل.
والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل نصب، مفعول به.
في علم: في: حرف جر، علم: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (يدانوه) .
ولا: الواو: حرف عطف، لا: حرف نفي.

كرم: اسم معطوف على (علم) ، مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
جملة فاق: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة يدانوه: معطوفة على جملة (فاق) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.

39 - وكلّهم من رسول الله ملتمس ... غرفا من البحر أو رشفا من الدّيم
اللغة:
ملتمس: اخذ بتلطف. رشفا: مصّا. الديم: جمع ديمة: المطر الدائم بلا برق ولا رعد.

المعنى:
وما من نبي إلا وهو ملتمس من علم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكماله، مقدار غرفة من بحره أو رشفة من غيثه الغزير.

الإعراب:
وكلهم: الواو: حرف عطف هنا للجمل. كلهم: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهم: ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر بالإضافة.
من رسول: من: حرف جر، رسول: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بالخبر (ملتمس) .
ملتمس: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وقد جاء مفردا لأن كلمة (كلهم) مفردة لفظا جمع في المعنى.
غرفا: مفعول به لاسم الفاعل (ملتمس) ، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
من البحر: من: حرف جر، البحر: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بالمصدر (غرفا) .

أو رشفا: أو: حرف عطف، رشفا: اسم معطوف على (غرفا) ، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
من الديم: من: حرف جر، الديم: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالمصدر (رشفا) .
جملة كلهم ملتمس: معطوفة على جملة (لم يدانوه) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية. ولم نجعلها حالا كي لا تكون شرطا في عدم مداناتهم له.

40 - وواقفون لديه عند حدّهم ... من نقطة العلم أو من شكلة الحكم
المعنى:
وهؤلاء الأنبياء ثابتون عند حدهم الذي هو كالنقطة من علم الرسول أو كالشكلة من حكمه صلى الله عليه وسلم.

الإعراب:
وواقفون: الواو: حرف عطف، واقفون: اسم معطوف على (ملتمس) ، مرفوع مثله، وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.
لديه: لدى: مفعول فيه ظرف مكان، مبني «1» على السكون في محل نصب وهو مضاف، متعلق باسم الفاعل (واقفون) . والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر، في محل جر بالإضافة.
__________
(1) هذا الظرف معرب عند كل من الرضي في شرح كافية ابن الحاجب (2/ 123 سطر أخير) . والعليمي في حاشيته على شرح التصريح للأزهري (2/ 46 س 17) . وابن هشام في المغني (ص 208 س 9) ومبني عند ابن يعيش في شرح المفصّل (4/ 100 س 7) . ونحن نفضل البناء فرارا من الإشكال في إعرابه عند إضافته إلى ضمير كما في البيت، فلو كان معربا لوجب فتح الياء ... (المراجع) .

عند: مفعول فيه ظرف مكان، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. متعلق باسم الفاعل (واقفون) . وهو مضاف.
من نقطة: من: تبيينية حرف جر، نقطة: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (حدهم) ، أي: حدهم الذي هو كنقطة حرف من علمه الجم. والتقدير النحوي: كائنا من علمه.
العلم: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
أو: حرف عطف.
من شكلة: من: حرف جر، شكلة: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وهو مضاف. والجار والمجرور معطوفان على (من نقطة) .

الصورة البيانية:
في البيت استعارة. شبه علم الأنبياء وحكمتهم قياسا على علم الرسول صلى الله عليه وسلم وحكمه بنقطة الحرف وشكلة الكلمة، فالاستعارة تصريحية أصلية.

41 - فهو الّذي تمّ معناه وصورته ... ثمّ اصطفاه حبيبا بارئ النّسم
اللغة:
اصطفاه: اختاره. بارئ: خالق. النسم: جمع نسمة وهي الإنسان.

المعنى:
لما قال انفا إنه فاق النبيين في خلق وفي خلق، علل ذلك بقوله: هو الذي بلغ الكمال روحا وشكلا، واختاره خالق الناس حبيبا له من دونهم.

الإعراب:
فهو: الفاء: استئنافية. هو: ضمير رفع منفصل، مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
الذي: اسم موصول، مبني على السكون، في محل رفع خبر.
معناه: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف، للتعذر. وهو مضاف.
والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.
ثم: حرف عطف هنا للجمل.
حبيبا: تمييز منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. يؤكد ذلك أن معناه (من حيث هو حبيب) . ولم نقل (حال) لأن الأصل في الحال ألا تكون ثابتة.
بارئ: فاعل مؤخر، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف.
جملة هو الذي: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية.
جملة تم معناه: صلة الموصول الاسمي، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة اصطفاه بارئ: معطوفة على جملة (تم) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.

42 - منزّه عن شريك في محاسنه ... فجوهر الحسن فيه غير منقسم
المعنى:
للرسول صلى الله عليه وسلم من المحاسن والصفات المعنوية والظاهرة ما جعل كل إنسان بعيدا عن أن يشاركه فيها، فمعدن الحسن فيه كامل لا يقبل الجزئية.
الإعراب:
منزه: خبر لمبتدأ محذوف، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

عن شريك: عن: حرف جر، شريك: اسم مجرور ب (عن) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان باسم المفعول (منزه) .
في محاسنه: في: حرف جر، محاسنه: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بالصفة المشبهة (شريك) .
والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
فجوهر: الفاء: استئنافية، جوهر: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
وهو مضاف.
فيه: في: حرف جر، الهاء: ضمير متصل مبني على الكسر، في محل جر ب (في) . والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (الحسن) . أو ب (منقسم) على معنى: غير جزئي.
غير: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف.
جملة هو منزه: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية.
جملة جوهر الحسن غير منقسم: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية.

43 - دع ما ادّعته النّصارى في نبيّهم ... واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم
المعنى:
اترك ما زعمته النصارى في نبيهم افتراء من أنه إله أو ابن الله، ثم اقض له بعد ذلك مدحا لا تأليها- بما أردت من صفات الكمال الدالة على علو شأنه وجلال قدره وشرفه العظيم، وخاصم في إثبات هذه الفضائل من شئت من الخصماء فلن يستطيع ردها أو إنكارها.

الإعراب:
ما: اسم موصول بمعنى الذي، مبني على السكون في محل نصب، مفعول به.
في نبيهم: في: حرف جر، نبيهم: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
وهو مضاف. هم: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من هاء (ادعته) . أو بالمفعول الثاني المحذوف ل (ادعته) إذا ضمّن معنى (زعم) والتقدير: قائما في نبيهم.
بما: الباء: حرف جر، ما: اسم موصول بمعنى الذي، مبني على السكون، في محل جر بالباء. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (احكم) .
مدحا: تمييز منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. أو حال على تأويلها بمشتق، والتقدير: مادحا.
فيه: في: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر، في محل جر ب (في) .
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (احكم) .
جملة دع: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة ادعته النصارى: صلة الموصول الاسمي، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة احكم: معطوفة على جملة (دع) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة شئت: صلة الموصول الاسمي، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة احتكم: معطوفة على جملة (احكم) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.

44 - وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف ... وانسب إلى قدره ما شئت من عظم
المعنى:
وامدح هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بكل ما أحببت من صفات الحسن

والكمال في شخصه، واعز إلى مكانته العالية ما شئت من سمات الرفعة والتعظيم فلن تكون مبالغا في ذلك.

الإعراب:
إلى ذاته: إلى: حرف جر. ذاته: اسم مجرور ب (إلى) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وهو مضاف. والهاء: ضمير متصل، مبني على الكسر، في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (انسب) .
ما: اسم موصول بمعنى الذي، مبني على السكون، في محل نصب، مفعول به.
من شرف: من: البيانية (نسبة إلى علم البيان) حرف جر، شرف: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (ما) .
إلى قدره: إلى: حرف جر، قدره: اسم مجرور ب (إلى) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (انسب) الثاني.
والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.
من عظم: من: حرف جر، عظم: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (ما) الثانية.
جملة انسب: معطوفة على جملة (دع) لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة شئت: صلة الموصول الاسمي، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة انسب: معطوفة على جملة (انسب) الأولى، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة شئت: صلة الموصول الاسمي (ما) الثانية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.

45 - فإنّ فضل رسول الله ليس له ... حدّ فيعرب عنه ناطق بفم
المعنى:
أثن على النبي صلى الله عليه وسلم ما استطعت، فإن فضائله ليس لها نهاية يوقف عندها فيستطيع متكلم وصفها وبيانها.

الإعراب:
فإن: الفاء: استئنافية تعليلية، إن: حرف مشبه بالفعل.
ليس: فعل ماض ناقص، مبني على الفتح الظاهر.
له: اللام: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلقان بخبر (ليس) المحذوف.
حد: اسم (ليس) ، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
فيعرب: الفاء سببية، يعرب: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد الفاء، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وأن المضمرة والفعل في تأويل مصدر معطوف على (حد) ، والتقدير: ليس له حد فإعراب عنه.
عنه: عن: حرف جر، والهاء: ضمير متصل، مبني على الضم، في محل جر ب (عن) . والجار والمجرور متعلقان بالفعل (يعرب) .
ناطق: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
بفم: الباء: حرف جر، فم: اسم مجرور ب (الباء) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل (ناطق) .
جملة إن فضل.. ليس له: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية كبرى ذات وجهين.

جملة ليس له حد: في محل رفع، خبر (إن) ، وهي جملة فعلية صغرى.
جملة يعرب ناطق: صلة الموصول الحرفي المحذوف (أن) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.

الصورة البيانية:
في قوله (ناطق بفم) كناية عن كل متكلم شاعرا كان أو خطيبا، وهي كناية عن موصوف.

46 - لو ناسبت قدره آياته عظاما ... أحيا اسمه حين يدعى دارس الرّمم

اللغة:
ايات النبي: معجزاته. دارس: درس الأثر ودرسته الريح: محته، ودرست الثوب:
أبليته. الرمم جمع رمّة وهي العظام البالية.

المعنى:
لو كانت معجزاته ترقى إلى سمو قدره وقربه من الله لكان من جملتها أن يتوسل الداعي باسمه لإحياء الميت فيحيا وإن كان عظاما بالية في قبر قديم، ولكن هذه العلامة ليست مكافئة لقدره العظيم، بل قدره أعظم من هذه الاية فضلا عن غيرها.

الإعراب:
لو: حرف شرط غير جازم. أو حرف امتناع لامتناع.
قدره: مفعول به مقدم، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وهو مضاف.
والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل جر بالإضافة.
آياته: فاعل مؤخر، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف. والهاء:

ضمير متصل مبني على الضم، في محل جر بالإضافة.
عظاما: تمييز منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
أحيا: فعل ماض، مبني على الفتح المقدر على الألف، للتعذر.
اسمه: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وهو مضاف. والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل جر بالإضافة.
حين: مفعول فيه ظرف زمان، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. متعلق بالفعل (أحيا) .
يدعى: فعل مضارع مبني للمجهول، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف، للتعذر. والتقدير: حين يدعى به.
دارس: نائب فاعل، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف.
ويمكن على رواية النصب أن تكون مفعولا به ل (أحيا) منصوبا. ويكون نائب فاعل (يدعى) مستترا.
الرمم: مضاف إليه، مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
جملة لو ناسبت ... أحيا: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة شرطية كبرى.
جملة ناسبت آياته: ابتدائية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة أحيا اسمه: جواب شرط غير جازم، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة يدعى: في محل جر بالإضافة، وهي جملة فعلية.

47 - لم يمتحنّا بما تعيا العقول به ... حرصا علينا، فلم نرتب ولم نهم
اللغة:
يمتحنا: يختبرنا. تعيا: تعجز. نرتب: نشك. نهم: نتحير.

المعنى:
لم ينقل إلينا من التعاليم والأحكام شيئا تعجز عقولنا عن فهمه وإدراكه، بل دعانا إلى الحنيفية الواضحة لهدايتنا، لذلك أخذنا ما جاءنا به باليقين والاطمئنان دون شك في صحته أو حيرة في معناه.

الإعراب:
لم: حرف جازم
يمتحنا: فعل مضارع، مجزوم ب (لم) ، وعلامة جزمه السكون الظاهر. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. ونا: ضمير متصل مبني على السكون، في محل نصب، مفعول به.
بما: الباء: حرف جر، ما: اسم موصول بمعنى الذي، مبني على السكون، في محل جر بالباء. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (يمتحنا) .
به: الباء: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر، في محل جر بالباء.
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تعيا) .
حرصا: مفعول لأجله، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
علينا: على: حرف جر، ونا: ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر ب (على) . والجار والمجرور متعلقان بالمصدر (حرصا) .
فلم: الفاء: حرف عطف هنا للجمل، لم: حرف جازم.
نهم: فعل مضارع، مجزوم، وعلامة جزمه السكون وحرك بالكسر للقافية. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن.
جملة لم يمتحنا: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة تعيا العقول: صلة الموصول الاسمي، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة لم نرتب: معطوفة على جملة (لم يمتحنا) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة لم نهم: معطوفة على جملة (لم نرتب) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
48 - أعيا الورى فهم معناه فليس يرى ... في القرب والبعد فيه غير منفحم
اللغة:
أعيا: أعجز. الورى: الخلق. منفحم: عاجز أو مبهوت.

المعنى:
أعجز فهم حقيقته وأسراره الناس جميعهم، فما من إنسان بعيد عنه أو قريب إلا كان عاجزا عن إدراك خصوصية هذه الذات النبوية واستيعاب سجاياها.

الإعراب:
الورى: مفعول به مقدم، منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف، للتعذر.
فهم: فاعل مؤخر، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف.
فليس: الفاء: حرف عطف هنا للجمل، ليس: حرف بمعنى (ما) ، لغياب ما يصلح اسما ل (ليس) .
في القرب: في: حرف جر، القرب: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (يرى) .
فيه: في: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر، في محل جر ب (في) .
والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل (منفحم) . والهاء عائدة إلى (فهم معناه) .
غير: نائب فاعل، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف.
جملة أعيا فهم: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة ليس يرى غير: معطوفة على جملة (أعيا) ، لا محل لها من الإعراب وهي جملة فعلية.
49 - كالشّمس تظهر للعينين من بعد ... صغيرة، وتكلّ الطّرف من أمم
اللغة:
تكل: تتعب. الطرف: العين. أمم: قرب.

المعنى:
إنه عليه الصلاة والسلام كالشمس، عالية جدا، ولذلك يراها المرء صغيرة، ولو قدّر لها أن تكون أدنى لعجز المرء عن النظر إليها لقوة شعاعها.

الإعراب:
كالشمس: الكاف: حرف جر، الشمس: اسم مجرور بالكاف، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (معناه) في البيت السابق.
أو بخبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو كالشمس.
للعينين: اللام: حرف جر. العينين: اسم مجرور باللام، وعلامة جره الياء والنون لأنه مثنى. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تظهر) .
من بعد: من: حرف جر، بعد: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تظهر) .
صغيرة: حال من فاعل (تظهر) ، منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة.
من أمم: من: حرف جر، أمم: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تكل) .
جملة تظهر: في محل نصب، حال من (الشمس) . وهي جملة فعلية.
جملة تكل: معطوفة على جملة (تظهر) ، في محل نصب، وهي جملة فعلية.

الصورة البيانية:
في قوله (كالشمس) تشبيه. والمشبه هو (معناه) على الإعراب الأول أو هو (النبي) على الإعراب الأخير، وهو تشبيه مرسل مفصّل في الإعرابين.

50 - وكيف يدرك في الدّنيا حقيقته ... قوم نيام تسلّوا عنه بالحلم
المعنى:
وأنى لأناس أن يعرفوا حقيقته وهم يعيشون في هذه الدنيا بمدارك قاصرة عن فهم الحقائق، لاهية بتوافه الأحلام.

الإعراب:
وكيف: الواو: استئنافية، كيف: اسم استفهام، مبني على الفتح، في محل نصب، حال من (قوم نيام) .
في الدنيا: في: حرف جر، الدنيا: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف، للتعذر. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تسلوا) .
قوم: فاعل (يدرك) مؤخر، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
نيام: صفة مرفوعة، وعلامة رفعها الضمة الظاهرة.
تسلوا: فعل ماض، مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين. والواو:
ضمير متصل مبني على السكون، في محل رفع، فاعل، والألف للتفريق.
عنه: عن: حرف جر، الهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل جر ب (عن) . والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تسلوا) .

بالحلم: الباء حرف جر، الحلم: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تسلوا) .
جملة يدرك قوم: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة تسلوا: في محل رفع، صفة ثانية ل (قوم) ، أو نصب حال بعد وصف النكرة. وهي جملة فعلية.

الصورة البيانية:
في قوله (قوم نيام) استعارة. شبه الغافلة والتلهي بالنوم، بجامع عدم الإدراك في كل، ثم اشتق من النوم بمعنى الغافلة نيام، فالاستعارة تصريحية تبعية.

51 - فمبلغ العلم فيه أنّه بشر ... وأنّه خير خلق الله كلّهم
المعنى:
وغاية ما يبلغه علم الناس فيه صلى الله عليه وسلم أنه بشر من حيث ذاته، وأنه خير خلق الله أجمعين من حيث صفاته.

الإعراب:
فمبلغ: الفاء: استئنافية، مبلغ: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف.
فيه: في: حرف جر وهو هنا بمعنى الباء، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر، في محل جر ب (في) ، والجار والمجرور متعلقان بالمصدر (العلم) .
أنه: أن: حرف مشبه بالفعل، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل نصب، اسمها.

بشر: خبر (أن) ، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. و (أن) واسمها وخبرها في تأويل مصدر مرفوع، تقديره: (كونه بشرا) وهو خبر (مبلغ) .
وأنه: الواو: حرف عطف هنا للمفردات، أن: حرف مشبه بالفعل. والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل نصب، اسمها.
خير: خبر (أن) ، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف. والمصدر المؤول من (أنه خير) معطوف على المصدر السابق، وتقديره (وكونه خير ... ) مرفوع مثله.
كلهم: توكيد ل (خلق) ، مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وهو مضاف.
وهم: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
جملة فمبلغ.. أنه بشر: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية.

52 - وكلّ اي أتى الرّسل الكرام بها ... فإنّما اتّصلت من نوره بهم
اللغة:
اي: جمع اية وهي المعجزة.

المعنى:
خلق الله رسوله ليكون نورا وهدى للعالمين. فكانت كتب الأنبياء ومعجزاتهم مستمدة من نوره وهداه ، ممهدة لرسالته الختامية التامة.

الإعراب:
وكل: الواو: حرف عطف هنا للجمل، كل: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف.
اي: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وكان عليه أن يقول (اية) لولا الوزن.
الكرام: صفة ل (الرسل) ، مرفوعة، وعلامة رفعها الضمة الظاهرة.
بها: الباء: حرف جر، وها: ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر بالباء. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (أتى) .
فإنما: الفاء: مقحمة، لشبه الكلام بالجملة الشرطية من حيث العموم المستفاد من (كل) . إنما: كافة ومكفوفة تفيد الحصر.
من نوره: من: حرف جر. نوره: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وهو مضاف. والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر، في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (اتصلت) .
بهم : الباء: حرف جر، هم: ضمير متصل مبني في محل جر بالباء. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (اتصلت) .
جملة كل.. اتصلت: معطوفة على جملة (مبلغ العلم..) في البيت السابق، لا محل لها من الإعراب وهي جملة اسمية كبرى ذات وجهين.
جملة أتى الرّسل: في محل جر، صفة ل (اي) ، وهي جملة فعلية.
جملة اتصلت: في محل رفع خبر ل (كل) .

53 - فإنّه شمس فضل هم كواكبها ... يظهرن أنوارها للنّاس في الظّلم
المعنى :
ويوضح الصورة السابقة فيقول: إنه عليه الصلاة والسلام في الفضل وعلو الشرف والمنزلة كالشمس الساطعة، والرسل من قبله كالكواكب المنيرة التي تستقبل نورها من ضوء الشمس، فالرسل إنما كانوا يهدون الناس في ظلمات كفرهم بأنوار شرعته.

الإعراب :
فإنه: الفاء: استئنافية تعليلية، إن: حرف مشبه بالفعل، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل نصب، اسمها.
شمس: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وهو مضاف.
هم: ضمير رفع منفصل، مبني على السكون، في محل رفع مبتدأ.
كواكبها: خبر (هم) ، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف. ها: ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر بالإضافة.
يظهرن: فعل مضارع، مبني على السكون، لاتصاله بنون النسوة، وهو هنا بمعنى يعكسن، والنون: ضمير متصل، مبني على الفتح، في محل رفع، فاعل.
للناس: اللام: حرف جر، الناس: اسم مجرور باللام، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (يظهرن) .
في الظلم: في: حرف جر، الظلم: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل (يظهرن) أو بحال ل (الناس) والتقدير: غارقين في الظلم.
جملة إنه شمس فضل: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية.
جملة هم كواكبها: في محل رفع صفة ل (شمس) وهي جملة اسمية. ويجوز أن تكون في محل نصب حال من (شمس) . لأنها نكرة مخصصة بالإضافة.
جملة يظهرن: في محل نصب، حال من (كواكب) ، وهي جملة فعلية. والتقدير:
مظهرة أنوار الشمس.

الصورة البيانية:
في البيت تشبيه: شبه استمداد الأنبياء من نور النبي صلى الله عليه وسلم باستمداد الكواكب نورها من ضوء الشمس، فالتشبيه تمثيلي. والشطر الثاني ترشيح للصورة السابقة.

54 - أكرم بخلق نبيّ زانه خلق ... بالحسن مشتمل بالبشر متّسم
اللغة:
زانه: حسّنه وزاده حسنا. مشتمل: مرتد. البشر: طلاقة الوجه. متسم: متصف، من السمة وهي العلامة.

المعنى:
ما أكرم هذا النبي الذي ازداد حسنا بالأخلاق العالية، واتّسم بالجمال والبهاء، وطلاقة المحيّا.
وقد وردت في صفاته أحاديث كثيرة منها ما رواه البخاري؛ سئل البراء رضي الله عنه: أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: لا بل مثل القمر. ومنها ما رواه الشيخان عن البراء قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير. ومنها ما رواه الترمذي عن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قال: ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم. [اللؤلؤ والمرجان 3/ 140- البخاري كتاب 61 باب 23- مسلم كتاب 43 باب 25]

الإعراب:
أكرم: فعل ماض جامد جاء على صيغة الأمر لإنشاء التعجب، مبني على الفتح المقدر، منع من ظهوره السكون الذي اقتضته صيغة الأمر.
بخلق: الباء: حرف جر زائد، خلق: فاعل مرفوع تقديرا، مجرور لفظا. وهو مضاف.
نبي: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
زانه: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر. والهاء: ضمير متصل مبني، في محل نصب مفعول به مقدم.

خلق: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
بالحسن: الباء: حرف جر، الحسن: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل (مشتمل) .
مشتمل: صفة ثانية ل (نبي) ، مجرورة، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة.
بالبشر: الباء: حرف جر، البشر: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل (متسم) .
متسم: صفة ثالثة ل (نبي) ، مجرورة، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة.
جملة أكرم بخلق: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة زانه خلق: صفة أولى ل (نبي) ، في محل جر، وهي جملة فعلية.

الصورة البيانية:
في قوله (بالحسن مشتمل) استعارة. شبه الحسن في كل شيء في الرسول بالثوب يشتمل به الإنسان ويرتديه، ثم حذف المشبه به وكنى عنه بشيء من لوازمه وهو الاشتمال به، فالاستعارة مكنية.

55 - كالزّهر في ترف والبدر في شرف ... والبحر في كرم والدّهر في همم
اللغة:
الترف: التنعم. الشرف: الرفعة وعلو المنزلة.

المعنى:
كان عليه الصلاة والسلام في نضارته كالزهر الناعم، وفي شرفه وعلو منزلته كالبدر المنير ليلة التمام، وأما جوده فإنه فياض واسع كالبحر، وأما همته فمثل الدهر لا تعيا ولا تفتر.

الإعراب:
كالزهر: الكاف: حرف جر. الزهر: اسم مجرور بالكاف، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلقان بصفة رابعة محذوفة ل (نبي) أو بخبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.
في ترف: في: حرف جر، ترف: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بما في الكاف من معنى الفعل، والتقدير: يشبه الزهر في ترفه. أو متعلقان بحال محذوفة من (الزهر) ، والتقدير: باديا في ترف.
في شرف: في: حرف جر، شرف: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بما تعلق به (في ترف) . أو بحال محذوفة من (البدر) والتقدير: متساميا. والتنوين في (ترف- شرف- كرم) تنوين عوض عن الضمير المحذوف والتقدير: ترفه- شرفه- كرمه.

الصورة البيانية:
في البيت أربعة تشبيهات. شبه النبيّ صلى الله عليه وسلم بالزهر في نعومته وبالبدر في شرفه وعلو منزلته وبالبحر في جوده الواسع وبالدهر في همته التي لا تفتر. فالتشبيهات مرسلة مفصلة.

56 - كأنّه وهو فرد من جلالته ... في عسكر حين تلقاه وفي حشم
المعنى:
وهو عليه الصلاة والسلام ذو هيبة تعلوه ووقار يحيط به، فكأنه- حين تراه منفردا- وسط جيش عرمرم أو وسط خدم يحومون حوله.
الإعراب:
كأنه: كأن: حرف مشبه بالفعل، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل نصب، اسمها.
وهو: الواو: حالية، هو: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح، في محل رفع، مبتدأ.
فرد: خبر (هو) ، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
من جلالته: من: حرف جر، جلالته: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وهو مضاف. والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر، في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور في موضع مفعول لأجله غير صريح.
في عسكر: في: حرف جر، عسكر: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف ل (كأن) .
حين: مفعول فيه ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. متعلق بما في (كأن) من معنى الفعل.
وفي حشم: الواو: حرف عطف، في: حرف جر، حشم: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور معطوفان على (في عسكر) .
جملة كأنه.. في عسكر: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية.
جملة هو فرد: في محل نصب، حال من الضمير في (كأنه) ، وهي جملة اسمية.
جملة تلقاه: في محل جر بالإضافة، وهي جملة فعلية.

الصورة البيانية:
في البيت تشبيه. شبه النبيّ صلى الله عليه وسلم مفردا بالملك في عسكره وحشمه من حيث الجلالة والهيبة، فالتشبيه مرسل مفصل.

57 - كأنّما اللّؤلؤ المكنون في صدف ... من معدني منطق منه ومبتسم
اللغة:
المكنون: المصون والمحفوظ. الصدف: المحار. المعدن: معدن كل شيء أصله ومنبته.

المعنى:
كأن الدّر المصون في محاره مخلوق من جنس كلامه وابتسامه عليه الصلاة والسلام.

الإعراب:
كأنما: كافة ومكفوفة.
اللؤلؤ: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
المكنون: صفة ل (اللؤلؤ) ، مرفوعة، وعلامة رفعها الضمة الظاهرة.
في صدف: في: حرف جر، صدف: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان باسم المفعول (المكنون) .
من معدني: من: حرف جر، معدني: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الياء لأنه مثنى. وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف ل (اللؤلؤ) .
منه: من: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل جر ب (من) . والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (منطق) .
ومبتسم: الواو: حرف عطف. مبتسم: اسم معطوف على (منطق) ، مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
جملة (اللؤلؤ.. من معدني) : استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية.

الصورة البيانية:
في البيت تشبيه. شبه جنس اللؤلؤ في محاره بجنس كلامه في مبسمه صلى الله عليه وسلم، فالتشبيه تمثيلي مقلوب. ومثله قول البحتري في وصف بركة المتوكّل:
كأنّها حين لجّت في تدفقها ... يد الخليفة لمّا سال واديها

58 - لا طيب يعدل تربا ضمّ أعظمه ... طوبى لمنتشق منه وملتثم
اللغة:
الأعظم: جمع عظم. الانتشاق: الشم. اللثم: التقبيل.

المعنى:
لا شيء من أنواع الطيب يماثل طيب التراب الذي حوى جسده الشريف عليه الصلاة والسلام. فطوبى لمن حظي بشرف شم هذا التراب وشرف تقبيله.

الإعراب:
لا: نافية للجنس.
طيب: اسمها مبني على الفتح الظاهر، لأنه غير مضاف، في محل نصب.
تربا: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
أعظمه: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وهو مضاف. والهاء:
ضمير متصل مبني على الضم، في محل جر بالإضافة.
طوبى: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف، للتعذر. وهو مؤنث (أطيب) .
لمنتشق: اللام: حرف جر، منتشق: اسم مجرور ب (اللام) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف ل (طوبى) .

منه: من: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل جر ب (من) .
والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل (منتشق) .
وملتثم: الواو: حرف عطف، ملتثم: اسم معطوف على (منتشق) مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
جملة لا طيب يعدل: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية كبرى ذات وجهين.
جملة يعدل: في محل رفع خبر (لا) . أو صفة ل (طيب) ، ويكون خبر (لا) محذوفا.
وهي جملة فعلية صغرى.
جملة ضم: في محل نصب، صفة ل (تربا) ، وهي جملة فعلية.
جملة (طوبى لمنتشق) : استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية.

59 - أبان مولده عن طيب عنصره ... يا طيب مبتدأ منه ومختتم
المعنى:
ينتقل الان إلى موضوع جديد في إطار المدح، وهو الحديث عن ايات ولادته فيقول: أظهر يوم ولادته من الايات الباهرة ما دل على حقيقته الطاهرة الخالصة من الدنايا ونقاء ابائه منها، وعلى كمال عناية الله به، فأكرم به مولدا وأكرم به خاتما.

الإعراب:
عن طيب: عن: حرف جر، طيب: اسم مجرور ب (عن) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (أبان) .
يا طيب: يا: أداة نداء وتعجب، طيب: منادى متعجب منه، مضاف، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
منه: من: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل جر ب (من) . والجار والمجرور متعلقان بالمصدر الميمي (مبتدأ) .
جملة أبان مولده: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.

60 - يوم تفرّس فيه الفرس أنّهم ... قد أنذروا بحلول البؤس والنّقم
المعنى:
في يوم ولادته ظهر للفرس من العلامات والأمارات ما جعلهم يفطنون بسببها إلى قرب نزول الشدة والعقوبة بهم وبدولتهم.

الإعراب:
يوم: خبر لمبتدأ محذوف، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. والتقدير: يوم ولادته يوم ...
فيه: في: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر، في محل جر ب (في) .
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تفرس) .
الفرس: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
أنهم: أن: حرف مشبه بالفعل، وهم: ضمير متصل مبني، في محل نصب، اسم (أن) .
أنذروا: فعل ماض مبني للمجهول، مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. والواو:
ضمير متصل مبني في محل رفع، نائب فاعل. والألف للتفريق. والمصدر المؤول من (أن) ومعموليها مفعول به ل (تفرس) .

بحلول: الباء: حرف جر، حلول: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (أنذروا) .
جملة يوم ولادته يوم: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية.
جملة تفرس الفرس: في محل رفع، صفة ل (يوم) . وهي جملة فعلية.
جملة قد أنذروا: في محل رفع، خبر (أن) . وهي جملة فعلية.

61 - وبات إيوان كسرى وهو منصدع ... كشمل أصحاب كسرى غير ملتئم
المعنى:
وقد حدث في إيوان كسرى ومكان جلوسه شق بيّن أشرف به على السقوط ليكون ذلك اية بيّنة على ولادته صلى الله عليه وسلم وعلى قرب نزول الهلاك بالفرس، الذين لم يكونوا أحسن حالا إذ أشبهوا الإيوان في التصدع وازدادوا تفرقا وانقساما.

الإعراب:
وبات: الواو: حرف عطف هنا للجمل، بات: فعل ماض ناقص، مبني على الفتح الظاهر.
إيوان: اسم (بات) ، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف.
كسرى: مضاف إليه، مجرور، وعلامة جره الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة.
وهو: الواو: حالية، هو: ضمير رفع منفصل، مبني على الفتح، في محل رفع، مبتدأ.
منصدع: خبر (هو) ، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

كشمل: الكاف: حرف جر، شمل: اسم مجرور بالكاف. والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل (منصدع) .
غير: خبر بات، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. أو نقول (كشمل) متعلقان بخبر محذوف ل (بات) و (غير) حال قيّدت الخبر (كشمل) .
جملة بات إيوان.. غير: معطوفة على جملة (تفرس) ، في محل رفع، وهي جملة فعلية.
جملة هو منصدع: في محل نصب، حال من (إيوان) ، وهي جملة اسمية.

الصورة البيانية:
في البيت تشبيه. شبه إيوان كسرى بشمل أصحاب كسرى. بجامع انصداع كل منهما وعدم التئامه، فالتشبيه مرسل مفصل.

62 - والنّار خامدة الأنفاس من أسف ... عليه والنّهر ساهي العين من سدم
اللغة:
خامدة: ساكنة. ساهي العين: مغمضها. السدم: الحزن.

المعنى:
وحدث أن سكنت فجأة نار فارس التي كانت تعبدها وخمدت ألسنتها عن الاشتعال، أسفا على ما حل بالكفر بعد ولادته صلى الله عليه وسلم، وجفت الينابيع حزنا على الكفر وأهله.
الإعراب:
والنار: الواو: حرف عطف هنا للجمل، النار: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
خامدة: خبر (النار) ، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف.
من أسف: من: حرف جر، أسف: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور في موضع المفعول لأجله غير الصريح.
عليه: على: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر ب (على) ، والجار والمجرور متعلقان بالمصدر (أسف) . والهاء عائدة إلى (الإيوان) .
من سدم: جار ومجرور في موضع المفعول لأجله غير الصريح.
جملة النار خامدة: معطوفة على جملة (بات) ، في محل رفع، وهي جملة اسمية.
جملة النهر ساهي: معطوفة على جملة (بات) ، في محل رفع، وهي جملة اسمية.

الصورة البيانية:
في قوله: (خامدة الأنفاس) استعارة. شبه انطفاء النار بخمود النّفس بجامع السكون فيهما، ثم حذف المشبه (الانطفاء) وصرح بذكر الخمود (اي الموت) ، فالاستعارة تصريحية.
في قوله: (النهر ساهي العين من سدم) استعارة. فقد شبّه (عين النهر) بالعين (الباصرة) بجامع التذراف منهما ماء ودمعا، ثم حذف الباصرة وكنّى عنها بشيئين من خصائصها هما السهو والحزن، فالاستعارة مكنية.
والجميل من الشاعر أنّه نقل فيها خصيصتي (العين الباصرة) إلى (عين النهر) فجعلها (تسهو) أي (تغمض) عن تذراف الماء، و (تحزن) بمرارة إلى أن تجفّ.

63 - وساء ساوة أن غاضت بحيرتها ... وردّ واردها بالغيظ حين ظمي
اللغة:
ساوة: مدينة فارسية بين الرّي وهمذان. غاض الماء: ذهب في الأرض. ورد الماء:
بلغه ووافاه. الغيظ: الغضب.

المعنى:
وأحزن أهل مدينة ساوة ما حل ببحيرتهم، إذ غار ماؤها في الأرض ونضب حتى صارت يبسا، ورجع من كان يقصدها للشرب، غضبان عطشا.

الإعراب:
ساوة: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. ولم ينون لامتناع الصرف للعمليّة والتأنيث.
أن: حرف مصدري.
غاضت: فعل ماض، مبني على الفتح الظاهر. والتاء: حرف تأنيث. والمصدر المؤول من (أن) والفعل بعدها فاعل (ساء) .
بالغيظ: الباء: حرف جر، الغيظ: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (واردها) والتقدير: مفعما. أو متعلقان ب (رد) .
حين: مفعول فيه ظرف زمان، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. متعلق ب (واردها) . ولم نعلّقه ب (ردّ) أو ب (الغيظ) لأنّه ظمئ قبل ذلك.
ظمي: فعل ماض، مبني على الفتح، وسهلت همزته إلى ياء ساكنة للقافية. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
جملة ساء ساوة أن غاضت: معطوفة على جملة (بات) ، في محل رفع، وهي جملة فعلية.
جملة غاضت بحيرتها: صلة الموصول الحرفي، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة رد واردها: معطوفة على جملة (ساء) في محل رفع، وهي جملة فعلية.
جملة ظمي: في محل جر بالإضافة، وهي جملة فعلية.

الصورة البيانية:
في قوله (غاضت بحيرتها) مجاز. أسند الغيض إلى البحيرة وأراد ماءها، فالمجاز عقلي، من إسناد الفعل إلى مكانه.
في قوله (ساء ساوة) مجاز، لأنه ذكر مدينة ساوة وأراد أهلها، فالمجاز مرسل علاقته المحلية.

64 - كأنّ بالنّار ما بالماء من بلل ... حزنا، وبالماء ما بالنّار من ضرم
اللغة:
الضرم: الالتهاب.

المعنى:
لقد خمدت نار المجوس ليلة مولده صلى الله عليه وسلم وكأنها اتصفت بما اتصف به الماء من البلل. وجف ماء بحيرة ساوة وكأنها اتصفت بما اتصفت به النار من اللهب لما حل بها من الجفاف واليبس. فكأن كلا من نار المجوس وماء بحيرة ساوة انتقل إلى الاخر حزنا على ما حل بأهل ذاك البلد.
الإعراب:
كأن: حرف مشبه بالفعل.
بالنار: الباء: حرف جر، النار: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر ل (كأن) .
ما: اسم موصول بمعنى الذي، مبني على السكون، في محل نصب، اسم (كأن) .
بالماء: الباء: حرف جر، الماء: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بصلة (ما) المحذوفة.
من بلل: من: بيانيّة حرف جر، بلل: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (ما) الأولى.
حزنا: مفعول لأجله، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والتأويل: انطفأت النار حزنا.
وبالماء: الواو: حرف عطف، بالماء: جار ومجرور معطوفان على (بالنار) .
ما: اسم موصول بمعنى الذي، مبني على السكون، في محل نصب، عطفا على (ما) الموصولة الأولى. وهذا العطف على نية تكرار العامل وهو (كأن) .
بالنّار: الباء: حرف جر. النار: اسم مجرور بالباء. متعلقان بصلة (ما) المحذوفة.
من ضرم: من: بيانيّة حرف جر، ضرم: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (ما) الثانية.
البيت كلّه في محل نصب، حال من (النار، والنهر، والبحيرة) . وذلك لأن هذا البيت تصوير لما الت إليه حال النار والماء.
65 - والجنّ تهتف والأنوار ساطعة ... والحقّ يظهر من معنى ومن كلم
المعنى:
يتابع الشاعر الحديث عن ايات ولادته صلى الله عليه وسلم فيقول: وصارت الجن تتصايح في كل مكان متحدثة عن الحدث الجديد. وأشرقت بولادته أنوار لامعة ظاهرة ضاءت لها قصور الشام. ولا غرابة فالحقّ تؤيده المعاني المتحققة والأخبار الصادقة.

الإعراب:
والجن: الواو: حرف عطف هنا للجمل، الجن: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
من معنى: من: حرف جر، معنى: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف المثبتة كتابة المحذوفة نطقا لالتقاء الساكنين. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (يظهر) .
ومن كلم: الواو: حرف عطف، والجار والمجرور معطوفان على (من معنى) إعرابا وتعليقا.
جملة الجن تهتف: معطوفة على جملة (بات) في محل رفع، وهي جملة اسمية كبرى ذات وجهين.
جملة تهتف: في محل رفع، خبر (الجن) ، وهي جملة فعلية صغرى.
جملة الأنوار ساطعة: معطوفة على جملة (بات) ، وهي جملة اسمية. والحالية هنا ضعيفة جدا.
جملة الحق يظهر: معطوفة على جملة (بات) ، في محل رفع، وهي جملة اسمية كبرى ذات وجهين.
جملة يظهر: في محل رفع، خبر (الحق) ، وهي جملة فعلية صغرى.
66 - عموا وصمّوا، فإعلان البشائر لم ... يسمع، وبارقة الإنذار لم تشم
اللغة:
لم تشم: لم تشاهد.

المعنى:
ورغم ما ظهر من الايات المشاهدة والمسموعة عند ولادته صلى الله عليه وسلم، جحد الكفار بها فأعموا أبصارهم عنها وأصموا اذانهم عن سماع تلك الإنذارات ببعثته عليه الصلاة والسلام.

الإعراب:
عموا: فعل ماض، مبني على الضم، لاتصاله بواو الجماعة، والواو: ضمير متصل مبني على السكون، في محل رفع فاعل. والألف للتفريق.
فإعلان: الفاء: استئنافية، إعلان: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف.
جملة عموا: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة صموا: معطوفة على جملة (عموا) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة إعلان.. لم يسمع: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية كبرى ذات وجهين.
جملة لم يسمع: في محل رفع، خبر (إعلان) ، وهي جملة فعلية صغرى.
جملة بارقة.. لم تشم: معطوفة على جملة (إعلان البشائر لم يسمع) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية كبرى ذات وجهين. وفيها بيان ل (عموا) كما كان في سابقتها بيان ل (صموا) .
جملة لم تشم: في محل رفع، خبر (بارقة) ، وهي جملة فعلية.

الصورة البيانية:
في قوله (عموا وصموا) استعارتان. شبه عزوفهم عن سماع صوت الحق بالصمم، وعن رؤية الايات الواضحات بالعمى، بجامع عدم الانتفاع في كل، ثم اشتق من الصمم والعمى بمعنى العزوف والإعراض عموا وصموا. فالاستعارتان تصريحيتان تبعيتان.

67 - من بعد ما أخبر الأقوام كاهنهم ... بأنّ دينهم المعوجّ لم يقم
المعنى:
وقد جحد هؤلاء الكفار وأنكروا حتى بعد أن أخبرهم كهانهم الموثوقون عندهم ببعثته صلى الله عليه وسلم وبأنه لن تقوم لدينهم المجانف للحق قائمة بعد اليوم.

الإعراب:
من بعد: من: حرف جر. بعد: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان ب (عموا وصموا) .
ما: مصدرية.
أخبر: فعل ماض، مبني على الفتح الظاهر. والمصدر المؤول من (ما) وما بعدها مجرور بالإضافة.
الأقوام: مفعول به مقدم، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
كاهنهم: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهم: ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر بالإضافة.
بأن: الباء: حرف جر، أن: حرف مشبه بالفعل.
المعوج: صفة ل (دينهم) ، منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة.

لم يقم: لم: حرف جازم، وكان عليه أن يقول (لن يقوم) لولا الوزن. يقم: فعل مضارع مجزوم ب (لم) ، وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر للقافية.
والمصدر المؤول من (أن) وما بعدها مجرور بالباء، والتقدير: بعدم قيام دينهم، على تضمين أخبر معنى أشعر «1» .
جملة أخبر كاهنهم: صلة الموصول الحرفي (ما) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة لم يقم: في محل رفع، خبر (أن) ، وهي جملة فعلية صغرى.

الصورة البيانية:
في قوله (دينهم المعوج) استعارة. شبه ديانتهم الضالة المضلة برمح أعوج، بجامع عدم الصلاح في كل، ثم حذف المشبه به وكنى عنه بشيء من لوازمه وهو الاعوجاج، فالاستعارة مكنية.

68 - وبعد ما عاينوا في الأفق من شهب ... منقضّة وفق ما في الأرض من صنم
المعنى:
واستمروا في جحودهم بعثته صلى الله عليه وسلم حتى بعد أن رأوا بأعينهم شعل النار تتساقط من السماء على الشياطين كتساقط أصنامهم في الأرض.

الإعراب:
وبعد: الواو: حرف عطف هنا للمفردات، بعد: مفعول فيه ظرف زمان، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وهو مضاف، معطوف على (من بعد) السابقة.
__________
(1) لأن الفعل (أخبر) يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل بنفسه، وفعل (أشعر) يتعدى بالباء إلى مفعوله الثاني مثل: أشعرتك بالموافقة.

ما: اسم موصول بمعنى الذي، مبني على السكون، في محل جر بالإضافة.
في الأفق: في: حرف جر، الأفق: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل (عاينوا) .
من شهب: من: حرف جر، شهب: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (ما) الأولى.
منقضة: صفة ل (شهب) مجرورة، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة.
وفق: مفعول مطلق نائب عن المصدر، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
والتقدير: منقضة انقضاضا وفق انقضاض ما..
ما: اسم موصول بمعنى الذي، مبني على السكون، في محل جر بالإضافة.
في الأرض: في: حرف جر، الأرض: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بصلة (ما) الثانية المحذوفة وتقديرها:
انقضّ.
من صنم: من: حرف جر، صنم: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (ما) الثانية.
جملة عاينوا: صلة الموصول الاسمي (ما) الأولى، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة (انقض) في الأرض: صلة الموصول الاسمي (ما) الثانية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.

69 - حتّى غدا عن طريق الوحي منهزم ... من الشّياطين يقفو إثر منهزم
المعنى:
ولم تزل الشهب تنقض على الشياطين المسترقة للسمع حتى ابتعدوا هاربين عن أبواب السماء، وكل هارب منهم يتبع أثر الاخر.

الإعراب:
حتى: حرف غاية ثم ابتداء لدخولها على الماضي.
غدا: فعل ماض ناقص، مبني على الفتح المقدر على الألف، للتعذر.
عن طريق: عن: حرف جر، طريق: اسم مجرور ب (عن) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل (منهزم) .
منهزم: اسم (غدا) مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
من الشياطين: من: حرف جر، الشياطين: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (منهزم) تقديرها: معدود.
يقفو: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الواو، للثقل. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
إثر: مفعول فيه، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وهو مضاف، متعلق بالفعل (يقفو) .
جملة غدا واسمها وخبرها: ابتدائية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية كبرى ذات وجه واحد.
جملة يقفو: في محل نصب، خبر (غدا) ، وهي جملة فعلية صغرى.
70 - كأنّهم هربا أبطال أبرهة ... أو عسكر بالحصى من راحتيه رمي
المعنى:
كأن هؤلاء الشياطين وهم يفرون هربا من الشهب التي تتبعهم كأنهم شجعان جيش أبرهة وهم يهربون في كل مهرب من جماعات الطيور التي كانت تتبعهم وتحصبهم بحجارة ترديهم صرعى بكل طريق. أو كأنهم جيش كبير رمي بالحصى من بطن كفيه صلى الله عليه وسلم فانهزم على إثر ذلك ممزقا بين قتيل وجريح كالتمزق الذي حدث في غزوتي بدر وحنين.

الإعراب:
هربا: وهي بمعنى هاربين، حال من الضمير في (كأنهم) وهم: الشياطين لا أبطال أبرهة، منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة.
أبطال: خبر (كأن) ، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف.
أو: حرف عطف.
عسكر: اسم معطوف على (أبطال) ، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
بالحصى: الباء: حرف جر، الحصى: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف، للتعذر. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (رمي) .
من راحتيه: من: حرف جر، راحتيه: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الياء لأنه مثنى. وهو مضاف. والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر، في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (رمي) أو بحال ل (الحصى) ، والتقدير الأول: رمي من راحتيه بالحصى، والتقدير الثاني: رمي بالحصى مقذوفا من راحتيه.

رمي: فعل ماض، مبني للمجهول، مبني على الفتح، ثم سكن للقافية. ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو، يعود إلى (العسكر) .
جملة كأنهم أبطال أبرهة: في محل نصب، حال من (المنهزمين) في البيت السابق، وهي جملة اسمية. ويضعف إعرابها استئنافية الضمير في (كأنّهم) .
جملة رمي: في محل رفع، صفة ل (عسكر) .

الصورة البيانية:
في الشطر الأول تشبيه. شبه حال الشياطين هاربة والشهب تتبعها، بحال أبطال أبرهة منهزمين والحجارة تتساقط عليهم من أبابيل الطيور، فالتشبيه تمثيلي.
في الشطر الثاني تشبيه. شبه حال الشياطين هاربة والشهب تتبعها من كل طرف، بحال عسكر المشركين وقد رموا بالحصى من راحتي النبي حتى انهزموا. فالتشبيه تمثيلي.

71 - نبذا به بعد تسبيح ببطنهما ... نبذ المسبّح من أحشاء ملتقم
المعنى:
يقول: وكان رميه صلى الله عليه وسلم العسكر بالحصى بعد أن سبّح داخل كفيه شبيها برمي الله تعالى نبيّه يونس من بطن الحوت بعد أن سبّح فيه مدة من الزمن، إذ كان الحوت قد التقمه بعد أن فرّ من قومه.

الإعراب:
نبذا: مفعول مطلق نائب عن مصدر الفعل (رمي) في البيت السابق، على شاكلة:
جلست قعودا. وهو هنا نائب عن فعل محذوف وجوبا تقديره: نبذ.

به: الباء: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر، في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بالمصدر (نبذا) . وعائد الضمير هو (الحصى) .
بعد: مفعول فيه ظرف زمان، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وهو مضاف متعلق ب (نبذا) .
ببطنهما: الباء: حرف جر. بطنهما: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
وهو مضاف. وهما (أي راحتيه) : ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان بالمصدر (تسبيح) .
نبذ: مفعول مطلق للمصدر (نبذا) الأول النائب عن فعله (لأنّ المفعول المطلق الأصلي لا ينصب مفعولا مطلقا) «1» ، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وهو مضاف.
من أحشاء: من: حرف جر، أحشاء: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بالمصدر (نبذ) . وهو مضاف.

الصورة البيانية:
في البيت تشبيه. شبه الحصى المقذوف من كفيه صلى الله عليه وسلم بيونس عليه الصلاة والسلام وهو يقذف من بطن الحوت، فالتشبيه تمثيلي.

72 - جاءت لدعوته الأشجار ساجدة ... تمشي إليه على ساق بلا قدم
المعنى:
يتحدث الان عن بعض المعجزات التي وقعت له تكريما من ربّه فيقول: استجابت الشجرة لطلبه عليه الصلاة والسلام عندما طلب منها المجيء، فجاءته ملبية تشق الأرض بساقها حتى استوت أمامه.
__________
(1) أما النائب عن الفعل فيقوم مقامه وينصب كما في البيت (المراجع) .

عن بريدة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أرني اية، قال:
اذهب إلى تلك الشجرة فادعها، فذهب إليها فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك، فمالت على كل جانب منها حتى قلعت عروقها، ثم أقبلت حتى جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ترجع، فقام الرجل فقبل رأسه ويديه ورجليه وأسلم. رواه البزار في كتاب كشف الأستار وقال الهيثمي: إسناده حسن.

الإعراب:
لدعوته: اللام: حرف جر، دعوته: اسم مجرور باللام، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وهو مضاف. والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (جاءت) .
ساجدة: حال من (الأشجار) ، منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة.
تمشي: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء، للثقل.
والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هي.
إليه: إلى: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر، في محل جر ب (إلى) . والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تمشي) .
على ساق: جار ومجرور متعلقان بالفعل (تمشي) . أو بحال محذوفة تقديرها:
معتمدة.
بلا قدم: الباء: حرف جر. لا: حرف نفي. قدم: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تمشي) أو بصفة محذوفة ل (ساق) .
جملة جاءت الأشجار: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة تمشي: في محل نصب، حال ثانية من (الأشجار) ، وهي جملة فعلية.

73 - كأنّما سطرت سطرا لما كتبت ... فروعها من بديع الخطّ باللّقم
اللغة:
اللقم: الطريق الواضح.

المعنى:
عندما جاءت الشجرة إليه خطت في طريقها خطّا مستقيما، وكأنها سطرت في مجيئها ذاك سطرا لتكتب عليه فروعها بخط جميل.

الإعراب:
كأنما: كافة ومكفوفة.
لما: اللام: حرف جر، ما: اسم موصول بمعنى الذي، مبني على السكون، في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (سطرت) . أو بصفة محذوفة ل (سطرا) .
من بديع: من: حرف جر، بديع: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (ما) .
باللقم: الباء: حرف جر، اللقم: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان بالفعل (كتبت) .
جملة سطرت: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية. أو في محل نصب، حال ثالثة من (الأشجار) .
جملة كتبت فروعها: صلة الموصول الاسمي، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية، والعائد محذوف والأصل: كتبته.

الصورة البيانية:
شبه ما أحدثته الشجرة من شق في الأرض، وما أحدثته فروعها من رسوم على طرفي الشق، بسطر كتبت عليه كلمات بخط جميل، فالتشبيه تمثيلي.

74 - مثل الغمامة أنّى سار سائرة ... تقيه حرّ وطيس للهجير حمي
اللغة:
الوطيس: التنور. الهجير: منتصف النهار إذا كان حارا.

المعنى:
وحال الأشجار في انقيادها له عليه الصلاة والسلام كحال الغمامة التي كانت تظلله في كل مكان يسير فيه وتحفظه من لظى الشمس في وسط النهار القائظ «1» .

الإعراب:
مثل: حال من فاعل تمشي في البيت (72) ، منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة. أي: تمشي مشبهة الغمامة في الانقياد له صلى الله عليه وسلم.
أنى: اسم شرط جازم، مبني، في محل نصب على الظرفية. متعلق بالفعل (سار) .
والتقدير: (في أي موضع) سار (تابعته) سائرة تقيه الحر.
سار: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر في محل جزم فعل الشرط. والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى النبي عليه الصلاة والسلام. وجواب الشرط محذوف لدلالة الكلام عليه. تقديره: (تابعته) سائرة من فوقه تقيه....
__________
(1) يشير في ذلك إلى الركب الذي كان متوجها إلى الشام والنبي فيه حتى إذا دنوا من صومعة الراهب بحيرا رأى بحيرا غمامة تظلل النبي صلى الله عليه وسلم من بين القوم، فدعاه هذا إلى أن يستضيف الركب كله ليتثبت من نبوة النبي صلى الله عليه وسلم. وانظر هذا الخبر في تهذيب سيرة ابن هشام ص 40.
سائرة: حال أولى من فاعل جواب الشرط المحذوف (تابعته) منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة.
تقيه: فعل مضارع، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء، للثقل.
والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هي يعود إلى الغمامة. والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب، مفعول به أول.
حرّ: مفعول به ثان ل (تقيه) ، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة وهو مضاف.
وطيس: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
للهجير: اللام: حرف جر، والهجير: اسم مجرور باللام، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (حر) . أو اللام هنا بمعنى عند فنعلقها ب (تقيه) أو (حمي) .
حمي: فعل ماض، مبني على الفتح، وسكن للقافية. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
جملة أنّى سار تابعته: جملة شرطية كبرى وهي استئنافية لا محل لها من الإعراب.
جملة سار: جملة فعلية صغرى وهي ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
جملة (تابعته) المحذوفة: لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء.
جملة تقيه: في محل نصب، حال ثانية من فاعل جواب الشرط، وهي جملة فعلية.
جملة حمي: في محل جر، صفة ل (وطيس) ، وهي جملة فعلية.

الصورة البيانية:
في قوله (مثل الغمامة) تشبيه. شبه الشجرة بالغمامة في انقياد كل منهما للنبي صلى الله عليه وسلم، فالتشبيه مرسل مجمل.
في قوله (وطيس) استعارة. شبه الشمس بالوطيس بجامع شدة الحرفي كل، ثم صرح بذكر المشبه به، فالاستعارة تصريحية أصلية.

75 - أقسمت بالقمر المنشقّ إنّ له ... من قلبه نسبة مبرورة القسم
اللغة:
النسبة: المناسبة والمشابهة. مبرورة: صادقة.

المعنى:
حلفت بخالق القمر يمينا صادقة أن للقمر شبها بقلبه صلى الله عليه وسلم، وانشقاق كليهما من معجزاته عليه الصلاة والسلام.
روى الشيخان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شقتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اشهدوا» . [اللؤلؤ والمرجان 3/ 365] . وحادثة شق الصدر وهو في ديار حليمة السعدية معروفة.

الإعراب:
بالقمر: الباء: حرف جر، القمر: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلقان ب (أقسمت) .
المنشق: صفة ل (القمر) مجرورة، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة.
إنّ: حرف مشبه بالفعل.
له: اللام. حرف جر. والهاء (العائدة إلى القمر) : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف ل (إنّ) .
من قلبه: من: حرف جر، قلبه: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
وهو مضاف. والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور

متعلقان بالمصدر (نسبة) ، والتقدير: إن للقمر شبها بالنبي من جهة قلبه الذي شقّ أيضا وهو صغير.
مبرورة: صفة لموصوف محذوف، والتقدير: أقسمت يمينا مبرورة. أو صفة ل (نسبة) والتقدير: نسبة أي مشابهة تجعل يميني مبرورة.
جملة أقسمت: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة إن واسمها وخبرها: جواب القسم، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية.

76 - وما حوى الغار من خير ومن كرم ... وكلّ طرف من الكفّار عنه عمي
المعنى:
واذكر خبره عليه الصلاة والسلام حين دخل غار ثور هو وأبو بكر واختبأا فيه ولمّا تتبع الكفار أثرهما ووقفوا على باب الغار أعمى الله أبصارهم فلم يروهما.

الإعراب:
وما: الواو: حرف استئناف. ما: اسم موصول بمعنى الذي، مبني على السكون، في محل نصب مفعول به لفعل (اذكر) المحذوف، على سنن قوله تعالى وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي ... [البقرة 2/ 30] وانظر الكشاف 1/ 93. والعكبري 16.
أو (ما) مبتدأ، والخبر مقدّم محذوف تقديره: من معجزاته ما..
من خير: من: حرف جر، خير: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من (ما) .

ومن كرم: الواو: حرف عطف، من كرم: جار ومجرور معطوفان على (من خير) .
وكل: الواو: حالية، وكل: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وهو مضاف.
من الكفار: من: حرف جر، والكفار: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (طرف) .
عنه: عن: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل جر ب (عن) . والجار والمجرور متعلقان ب (عمي) .
عمي: خبر (كل) مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء المحذوفة، لأنه اسم منقوص، ثم أثبتت الياء الأصلية لتحل محل ياء الإشباع. ويجوز جعله فعلا.
جملة (واذكر) ما حوى الغار: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية. أو (من المعجزات ما حوى) جملة اسمية استئنافية.
جملة حوى الغار: صلة الموصول الاسمي، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة كل طرف.. عمي: في محل نصب، حال من (الغار) ، وهي جملة اسمية.
جملة عمي: على إعراب (عمي) فعلا، في محل رفع، خبر (كل) ، وهي جملة فعلية صغرى.

الصورة البيانية:
في قوله (من خير ومن كرم) مجاز مرسل علاقته الحالّية. فالغار لا يحوي الخير والكرم لأنهما من المعاني، وإنما يحوي من تحل فيه هذه المعاني، ومحلّهما هنا النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله تعالى عنه.
في قوله (عمي عنه) استعارة. شبّه نفي الرؤية بالعمى، ثم حذف المشبه وصرح بالمشبه به فالاستعارة تصريحية تبعية.

77 - فالصّدق في الغار والصّدّيق لم يرما ... وهم يقولون: ما بالغار من أرم
اللغة:
لم يرما: لم يبرحا. أرم: أحد، وهو ملازم للنفي.

المعنى:
فرسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله تعالى عنه ما زالا في الغار لم يبرحاه، والكفار لعدم رؤيتهما يقولون: ليس في هذا الغار أحد.

الإعراب:
فالصدق: الفاء: استئنافية، الصدق: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
في الغار: في: حرف جر، الغار: اسم مجرور ب (في) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور بالرأي الأول متعلقان بحال ل (الصدق) فتكون جملة (لم يرما) خبر الصدق. والرأي الثاني (في الغار) خبر، فتكون (لم يرما) حالا.
والصديق: الواو: حرف عطف. الصديق: اسم معطوف على الصدق، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
لم: حرف جازم.
يرما: فعل مضارع مجزوم ب (لم) ، وعلامة جزمه حذف النون، لأنه من الأفعال الخمسة. والألف: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
وهم: الواو: حالية، هم: ضمير رفع منفصل مبني على السكون، في محل رفع، مبتدأ.
يقولون: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، لأنه من الأفعال الخمسة.
والواو: ضمير متصل، مبني في محل رفع فاعل.

ما بالغار: ما: حرف نفي، بالغار: الباء: حرف جر، الغار: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بخبر مقدم ل (أرم) .
من أرم: من: حرف جر زائد. أرم: مبتدأ مؤخر، مرفوع تقديرا، مجرور لفظا.
جملة الصدق والصديق لم يرما: على الرأي الأول استئنافية، و (لم يرما) خبر. وعلى الرأي الثاني: (الصدق والصدّيق في الغار) استئنافية. وجملة لم يرما: في محل نصب حال.
جملة هم يقولون: في محل نصب، حال من عائد الضمير (هم) ، أو معطوفة على الشطر الأول، وهي جملة اسمية كبرى ذات وجهين.
جملة يقولون: في محل رفع، خبر (هم) ، وهي جملة فعلية صغرى.
جملة ما بالغار من أرم: في محل نصب، مقول القول، وهي جملة اسمية.

الصورة البيانية:
في قوله (فالصدق في الغار) مجاز مرسل علاقته الحالّية. فالغار لا يحوي الصدق لأنه معنى من المعاني، وإنما يحوي من يحل فيه الصدق وهو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه.

78 - ظنّوا الحمام وظنّوا العنكبوت على ... خير البريّة لم تنسج ولم تحم
المعنى:
وإنما استبعد الكفار وجودهما في الغار لأنهم رأوا نسج العنكبوت قد سد بابه، فضلا عن عش حمامة كانت تحوم عند مدخله، إكراما لخير الخليقة عليه الصلاة والسلام وتعمية للأبصار عنهما.
الإعراب:
على خير: على: حرف جر، خير: اسم مجرور ب (على) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تنسج) . والأصل في البيت: ظنوا الحمام لم يحم على خير البرية وظنوا العنكبوت لم تنسج على خير البرية.
جملة ظنوا الأولى: فعلية استئنافية، لا محل لها من الإعراب، أو حال من الضمير في (يقولون) .
جملة ظنوا الثانية: فعلية معطوفة على جملة (ظنوا) الأولى.
جملة لم تنسج: في محل نصب، مفعول به ثان ل (ظنوا الثانية) ، وهي جملة فعلية.
جملة لم تحم: في محل نصب، مفعول به ثان ل (ظنوا الأولى) ، وهي جملة فعلية. وقد عطف ظنّا على ظن ثم نفيا على نفي لإبطال الظنين.

79 - وقاية الله أغنت عن مضاعفة ... من الدّروع وعن عال من الأطم
اللغة:
الأطم: الحصن، والجمع اطام وأطوم.

المعنى:
إنّ حفظ الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ولصاحبه أبي بكر من العدوّ بالحمام والعنكبوت في هذا الغار الصغير قد أغناهما عما يتحصن به الناس من الدروع المتينة المضاعفة، ومن الحصون العالية المنيعة، وهذه حال من يستجير بربّه.

الإعراب:
عن مضاعفة: عن: حرف جر، مضاعفة: اسم مجرور ب (عن) وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (أغنت) .
من الدروع: من: حرف جر، الدروع: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بصفة ثانية محذوفة لموصوف محذوف والتقدير: عن درع مضاعفة كائنة من الدّروع.
وعن عال: الواو: حرف عطف، عن عال: جار ومجرور معطوفان على (عن مضاعفة) .
من الأطم: من: حرف جر، الأطم: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بصفة ثانية محذوفة لموصوف محذوف والتقدير: عن أطم عال كائن من الأطم.
جملة وقاية الله أغنت: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة اسمية كبرى ذات وجهين.
جملة أغنت: في محل رفع، خبر (وقاية) ، وهي جملة فعلية صغرى.

80 - ما سامني الدّهر ضيما واستجرت به ... إلّا ونلت جوارا منه لم يضم
اللغة:
سامه ضيما: أولاه ظلما، وأكثر ما يستعمل في العذاب والظلم.

المعنى:
ما أصابني ظلم من الزمان وأهله مرة من المرات ثم استشفعت به صلى الله عليه وسلم إلا حباني الله بالإجارة والحفظ الذي لا يخرق.

الإعراب:
ما: حرف نفي.
واستجرت: الواو: حرف عطف والتقدير: (وما استجرت) . استجرت: فعل ماض مبني على السكون، وحذفت ألف (استجار) لالتقاء الساكنين. والتاء:
ضمير متصل في محل رفع فاعل.
به: الباء: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر، في محل جر بالباء. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (استجرت) .
إلا: أداة حصر.
ونلت: الواو: حالية. نال: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل وحذفت ألفه لالتقاء الساكنين.
منه: من: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل جر ب (من) . والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (جوارا) ، تقديرها اتيا.
أو متعلقان بفعل (نلت) .
جملة سامني الدهر: استئنافية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة استجرت: في محل نصب، حال من الياء في (سامني) على تقدير (قد) محذوفة قبلها للضرورة. أو معطوفة على جملة (سامني) ، وهي جملة فعلية.
جملة نلت: في محل نصب، حال من الياء في (سامني) ، على تقدير (قد) محذوفة قبلها للضرورة، وهي جملة فعلية.
جملة لم يضم: في محل نصب، صفة ثانية ل (جوارا) إذا قدّرنا (جوارا اتيا منه لا يضام) ، وهي صفة وحيدة إذا قدّرنا (نلت منه جوارا لا يضام) .

الصورة البيانية:
في قوله (ما سامني الدهر) مجاز عقلي، لأن الدهر لا يسوم الضيم وإنما يقع فيه ذلك، فهو من إسناد الفعل إلى زمنه.

والحمد لله رب العالمين
قصيدة البردة
شرحا وإعرابا وبلاغة لطلاب الجامعات




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المقالة

إعلان متجاوب هنا

تسميات

تواصل معنا

أخر الافكار

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

تسمية 2